لم تستطع الثلوج الهاطلة على مدينة زيوريخ السويسرية تغطية تهم الفساد التي تحيط بالاتحاد الدولي لكرة القدم عشية اليوم الذي يسبق التصويت على استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و2022 خصوصاً بعد قيام برنامج بانوراما على قناة «بي بي سي» البريطانية أول من أمس، بتقديم وثائق مؤكدة على فساد مالي يحيط بشخصيات بارزة في «الفيفا». وعلى رغم الابتسامات الديبلوماسية التي توزعها الشخصيات المحورية في الملفات المستضيفة في عاصمة «الفيفا» والدعوات بالتوفيق التي يتبادلها مرتدو البزات الرسمية في الفنادق الفارهة، إلا أن حرباً «شعواء» تدور خلف الأبواب المغلقة من أجل تحقيق المكاسب، وهو ما حدا برئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام إلى التصريح في وقت سابق قائلاً: «عليكم أن تتوقّعوا المزيد من الحرب الخفية. لقد حذرتكم في السابق من أن قضيتكم النبيلة لاستضافة كأس العالم 2022 ستواجه بعض المقاومة غير الأخلاقية». وشهدت فنادق زيوريخ وجوداً لشخصيات سياسية بارزة وحركة دؤوبة على نطاق واسع، من أجل ضمان كسب الأصوات، ولا يبدو الصراع على الاستضافة رياضياً خالصاً، بل هو أشبه ب «حرب عالمية» كروية - سياسية أبطالها رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، و22 شخصاً يمثّلون أعضاء المكتب التنفيذي المصوتين على القرار، والذين يسعى لكسب ودهم مسيرو ملفات الدول ال 9 التي تقدمت بطلبات الاستضافة. وفي ظل ما يمكن أن يشكله أي «صوت» من تأثير في مسار الأحداث، منح «الفيفا» الاتحاد الأوقياني صلاحية تعيين بديل للتاهيتي رينالد تيماري الموقوف بقرار من اللجنة التأديبية، وكشف الاتحاد الدولي في بيان صحافي أصدره أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن بديل تيماري يستطيع «بصورة فورية المشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية للفيفا»، إلا أن الأمين العام غيروم فالكه أوضح: «نريد إعلامكم بأنه لا يمكن لأحد الحلول مكان رينالد تيماري كأحد نواب رئيس الفيفا إلا عندما يقبل الأخير قرار لجنة التأديب».