اختار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدوحة وجنيف وبروكسيل ليطلق أمس، «النداء الإنساني لعام 2011» الذي وصف بأنه «الأكبر من نوعه في تاريخ الأممالمتحدة». ويحض النداء المجتمع الدولي على تقديم 7,4 بليون دولار لتوفير مساعدات انسانية لحوالى 50 مليون شخص في 28 دولة، تضرروا من الكوارث الطبيعية والنزاعات والتشريد أو أنهم بصدد مواجهة تهديد وشيك في سوء التغذية والأمراض أو العنف. وشهدت قطر برعاية رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مؤتمراً خصص لإطلاق النداء بمشاركة مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة محمد عبد الله الرميحي ومفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية كاثرين براغ وممثل المنظمات الإنسانية القطرية علي السويدي. ويركز النداء على منطقة غرب افريقيا و13 دولة هي السودان واليمن والصومال والأراضي الفلسطينية المحتلة وأفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو الديموقراطية وجيبوتي وهايتي وكينيا والنيجر وغرب افريقيا وزيمباوي. وقال بان كي مون إن «لكل انسان الحق في التمتع بالأمن والاستقرار وأنه في متناول أيدينا أن نحول هذا الحق الى واقع». وساهمت في بلورة النداء 425 منظمة دولية بينها وكالات الأممالمتحدة، ويركز على تقديم معونات في مجالات الصحة ومياه الشفة ونزع الألغام والتعليم. وتصدرت الأوضاع في السودان (دارفور) وباكستان وهايتي أحاديث مسؤولين دوليين شاركوا في اطلاق النداء في الدوحة في اشارة الى أهمية تمويل مشاريع انسانية تشمل اليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارىء فاليري أموس أن «عشرات ملايين البشر سيحتاجون في العام 2011 الى المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وأن النزاعات والكوارث الطبيعية ستتسبب في إبعادهم عن ديارهم وسبل كسب العيش وعن الحصول على اللوازم الأساسية مثل مياه الشرب والرعاية الصحية، وأن عدداً كبيراً من هذه الفئات يعاني من سوء التغذية والعنف». ودعت قطر على لسان مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة الى «دعم الشركاء (الدوليين) لمبادرة كان أعلنها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري تحمل اسم «مبادرة هوب فور» وتهدف الى تأسيس قوة للعمليات الإنسانية تعتمد مبادىء أوسلو وتستفيد من كل الأصول المدنية والعسكرية وتكون قوة مدربة وذات قدرات عالية للقيام بمهماتها، ولتعمل على سرعة الاستجابة في أوقات التحديات والأزمات الإنسانية كي يتمكن المجتمع الدولي من سد الثغرة ومواجهة العجز الإنساني. ولفت الرميحي الى ان بلاده قدمت بين عامي 2005 و2009 مساعدات ومعونات الى 106 دول بلغت قيمتها بليوني دولار. وفيما قال مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين إن بليون شخص يعانون من الجوع حالياً دعا الى شراكة دولية لمواجهة الكوارث الإنسانية، مشيراً الى الوضع في دارفور. ونوه بدور قطر في سبيل السعي الى سلام في ذلك الإقليم ولفت الى هايتي والصومال والأراضي الفلسطينية المحتلة وقال إن 40 في المئة من السكان في اليمن تحت خط الفقر. وفيما رأت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أن النزاعات المسلحة تؤثر سلباً على سبل العيش، قال السفير الفرنسي لدى قطر جيل بونو إن الاتحاد الأوروبي يقدم 700 مليون يورو سنوياً كمساعدات إنسانية وأن فرنسا قدمت مساهمات انسانية ب60 مليون يورو في العام 2010 وأنها تدعم نداء اصلاح أطلقه بان كي مون لتأسيس شراكات في المجال الإنساني.