طرابلس (ليبيا) - يو بي آي – تخرج القمة الثالثة لقادة وزعماء الاتحادين الأفريقي والأوروبي ب «إعلان طرابلس»، ويتعهد فيه المشاركون، ب «تعزيز القطاع الخاص باعتباره المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي المستدام، والعمل معاً لضمان تحقيق تعاون أفريقي وأوروبي أحسن، وتمثيل أفضل في الهيئات الدولية، منها الجمعية العامة للأمم المتحدة». ويؤكد المجتمعون «تعزيز الحوار السياسي الرفيع في ما بينهم بما يكفل تحقيق نهج منسق ومواقف موحدة في المفاوضات الدولية»، وسيعملون كذلك على «إصلاح» الأممالمتحدة، تحديداً الجمعية العامة ومجلس الأمن. وأورد البيان، أن القادة والزعماء في الاتحادين «سيتعهدون مواصلة العمل معاً لمعالجة «الأزمات الإقليمية في أفريقيا، تحديداً في السودان والصومال»، وببذل جهود خاصة لتعزيز «النمو الاقتصادي» في كل من أفريقيا وأوروبا مع تركيز خاص على «المصادر المتجددة». ويُتوقع أن تؤكد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال هذه القمة مجدداً، التزامها المساهمة «ب 0.07 من الناتج المحلي الإجمالي» كمساعدة إنمائية للقارة الإفريقية، ومضاعفة الجهود الرامية إلى «منع النزاعات في القارة وتحقيق العدالة وإعادة الأعمار في فترة ما بعد النزاعات لمصلحة السكان الذين يمرّون في صراعات عنيفة». وشدد قادة أفريقيا وأوروبا على التعاون في شكل وثيق، على معالجة «التهديدات العابرة للحدود الوطنية مثل القرصنة ودفن النفايات السامة والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة». ونبّه رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوسيه مانويل باروزو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره في الاتحاد الأفريقي جون بينغ، إلى أن قضية الحكم الرشيد في القارة الأفريقية «تُعد مساءلة ضرورية بالنسبة إلى نتائج التنمية، على رغم أن الأوروبيين لا يريدون تقديم دروس في الأخلاق». وشدد بينغ على ضرورة «انضمام أفريقيا نفسها، وأن تضع الأمور في نصابها الصحيح خصوصاً على مستوى الحكم الرشيد». ولفت إلى أن الأفارقة «قبلوا بعملية واشنطن عام 1970، وطُلب منهم فتح الحدود وتخصيص كل شيء وفعلوا ذلك بل أجبروا عليه، لكن لم تُوجّه الاستثمارات إلى أفريقيا، بل ذهبت إلى آسيا التي قاومت عملية واشنطن». وسأل: «لماذا لا يُؤسس صندوق مخصص للمعالجة بدلاً من الغرق»، مشيراً إلى أن المشكلات التي تتعرض لها أفريقيا «هي ذاتها التي تعرضت إليها آسيا». وواصلت القمة أعمالها أمس في طرابلس، وعرضت خلاصة لقاء المجتمع المدني، وناقش المجتمعون مواضيع تتعلق بالسلم والأمن والحكم وحقوق الإنسان والهجرة والتنقل وإيجاد فرص عمل. وكان القادة والزعماء ناقشوا في جلستهم مساء أول من أمس، مواضيع ركزت على نتائج اللقاءات الجانبية الخاصة بالشباب والقطاع، لجهة التكامل الإقليمي والبنية التحتية وتقنية المعلومات والاتصالات والعلوم وتنمية القطاع الاشتراكي. وبحثوا في شؤون الطاقة وتغير المناخ والفضاء والأهداف الإنمائية للألفية الثالثة والزراعة والأمن الغذائي. ولفت رئيس لاتفيا فالتيس زاتيرس في تصريح إلى التلفزيون الليبي، إلى وجود «فجوة بين ما يُناقش على مستوى الأفكار وما يمكن أن يحصل عليه مواطنو البلدان من فوائد». واعتبر أن هذا الأمر «يتطلب مزيداً من الوقت، فالمسار مفتوح ولن يتحقق بين ليلة وضحاها». وأكد أن الزعماء المشاركين في القمة «مصممون على الاعتراف بهذه الأمور. لسنا مستعجلين، على رغم أن المساهمات والمساعدات لتحسين جودة الحياة مطلوبة». وأوضح رئيس وزراء البرتغال خوسيه سقراطس، أن هذه القمة «تمثل مرحلة متقدمة إلى الأمام لمضاعفة الحوار والتنسيق السياسي بين القارتين». ودعا سقراطس إلى العمل على «تكثيف اللقاءات بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي إلى أعلى المستويات». ورأى أن قمة طرابلس تمثل «فرصة لتعزيز التعاون بين الجانبين خصوصاً أن القارتين ترتبطان بتاريخ ومشاكل مشتركة». وقال: «نحن في قمة طرابلس متساويين ولا نشعر بفرق بين القارتين»، مؤكداً ان «لا استراتيجية أوروبية أُمليت على أفريقيا لتتوجه إلى أوروبا». وحضّ رئيس وزراء لوكسمبورغ جان - كلود يونكر في تصريح على هامش القمة، على «فتح صفحة جديدة من التعاون بين القارتين الأفريقية والأوروبية على طريق تعزيز التنمية والشراكة الناجحة بينهما على قدم المساواة». وشدد على ضرورة «تناسي الحروب التي شهدتها القارتان، والدخول في طور جديد من التعاون والشراكة المتساوية بينهما».