باريس - أ ف ب - وباء الكوليرا في هايتي «مستورد»، لأن مصدر الفيروس المسبب له ليس بيئياً ولا من مخيمات اللاجئين التي استحدثت بعيد زلزال 12 كانون الثاني (يناير) الماضي. هذا ما أعلنه البروفسور الفرنسي رونو بيارو المتخصّص في علم الأوبئة، بعدما أنهى مهمة لمصلحة الحكومة الهايتية، إذ جاء جوابه قاطعاً: «الوباء غير مرتبط بالزلزال، وهو لا يأتي أيضاً انطلاقاً من سلالة بيئية». وشرح أن «الأمر بدأ وسط البلاد، وليس على شاطئ البحر ولا في مخيمات اللاجئين حيث يعيش 1,3 مليون شخص. لذا فمن غير الوارد أن يكون مصدر الوباء محلياً. ما يعني أنه مستورد». وبحسب مسؤولين هايتيين، فإن الحالات الأولى ظهرت أواسط الشهر الماضي على ضفاف أحد روافد نهر أرتيبونيت، بالقرب من قاعدة للقبعات الزرق النيبالية العاملة في إطار بعثة الأممالمتحدة الخاصة بهايتي (مينوستا)، في ميرباليه (وسط). وكان بعض الهايتيين اتهم القوات النيبالية بنقل المرض الذي أودى بحياة 1640 شخصاً. وقدر جيرار شوفالييه الطبيب الفرنسي الذي عاون البروفسور بيارو أن «أرجحية التشابه الوبائي مرتفعة»، الأمر الذي نفته قوات «مينوستا» مشيرة إلى أن الفحوص التي أجريت في مراحيض القاعدة العسكرية النيبالية وعلى مياهها أتت نتائجها «سلبية». ولفت بيارو بعد الانتهاء من أعماله الميدانية إلى أنه في هذه المرحلة «حوالى نصف بلدات هايتي مصابة مع تسجيل تفاوت في حدة الإصابة». وأضاف: «نسجل أكثر من 70 ألف حالة، ويمكننا توقع بلوغ 200 ألف حالة بسهولة». لكنه أشار إلى أنه لن تسجل «عشرات آلاف الوفيات، كما لن نشهد ذروة قصوى».