طرأ تطوّران على النزاع الديبلوماسي المتفاقم بين تركيا من جهة، وهولنداوألمانيا من جهة أخرى، إذ أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإلغاء اتفاق ل «توأمة» مدينتَي إسطنبول وروتردام، فيما اختُرِقت مئات من الحسابات على موقع «تويتر»، في «صفعة عثمانية محدودة» كُتبت خلالها رسائل مناهضة للنازية باللغة التركية، كما تعذّر دخول موقعَين إلكترونيّين انتخابيّين في هولندا التي نظمت أمس انتخابات نيابية حاسمة. وكانت السلطات الهولندية منعت وزيرة العائلة التركية فاطمة بتول صيان كايا من مخاطبة حشد ضخم في روتردام، واقتادتها إلى الحدود الألمانية من حيث دخلت براً إلى هولندا. كما سحبت أمستردام إذناً بهبوط طائرة تقلّ وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، لمنعه من المشاركة في لقاء مع مهاجرين أتراك، تأييداً لتحويل النظام رئاسياً في بلادهم. أتى ذلك بعد رفض السلطات الألمانية عقد تجمّعات مشابهة. ووصف أردوغان الهولنديين ب «فلول النازيين»، متهماً ألمانيا بارتكاب «ممارسات فاشية». وأعلن أردوغان أمس أنه أمر بإلغاء اتفاق ل «توأمة» إسطنبول وروتردام، أُبرِم عام 2005، معتبراً أن الأمر «ليس ممكناً في ظل هذه الظروف». وكرّر دعوته الأتراك المقيمين في هولندا بالامتناع عن التصويت لمصلحة الحكومة أو ل «أحزاب عنصرية»، بل إلى «أحزاب تجري حواراً مع تركيا». وجدّد تحميله أمستردام مسؤولية مجزرة سربرنيتشا في البوسنة عام 1995، معتبراً أن الهولنديين «لا علاقة لهم بالعالم المتحضر ولا بالعالم الحديث». ورأى أن الاتحاد الأوروبي «يغرق في مخاوفه» من المسلمين واللاجئين. في السياق ذاته، أعلن نائب تركي استقالة الأعضاء الأتراك من اللجنة المشتركة لمجموعة صداقة برلمانية تركية - هولندية. لكن عائلات لضحايا من مجزرة سربرنيتشا اتهمت أردوغان بالمتاجرة ب «عظام أبنائنا»، معتبرين الأمر «خطيئة». وذكّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بأن «النازيين دمّروا روتردام في شكل كامل، ورئيس بلديتها الحالي (أحمد أبو طالب) من مواليد المغرب»، وزاد: «إذا رأى أحدهم فاشية في هولندا، فهو منفصل تماماً عن الواقع». أما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر فأعرب عن «صدمته» من التصريحات التركية، منبّهاً إلى أنها أبعدت أنقرة أكثر من عضويتها في الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، أعلن بيتر التماير، أبرز موظفي المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أن الحكومة «تحتفظ بحقها» في حظر دخول الساسة الأتراك للقيام بحملات دعاية في ألمانيا، مستدركاً أن الأمر سيكون «خياراً أخيراً». وأضاف: «تركيا مهتمة دوماً بألا تُمسّ كرامتها، لكن لألمانيا أيضاً كرامتها، وتُعتبر في العالم منذ تأسيسها نموذجاً لدولة دستورية». لكن ناطقاً باسم الخارجية الألمانية شدد على وجوب السماح للأتراك في ألمانيا بالتصويت في الاستفتاء على النظام الرئاسي المرتقب في بلادهم في 16 نيسان (أبريل) المقبل. وأكدت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي «ملتزم تطبيق» اتفاق الهجرة المُبرم مع تركيا، بعدما اعتبر الوزير التركي لشؤون الاتحاد عمر جليك أن الوقت حان لمراجعته. في غضون ذلك، اخترق قراصنة إنترنت مئات من الحسابات على «تويتر»، في ما وصفوه ب «صفعة عثمانية محدودة»، مندّدين في رسائل باللغة التركية، ب «ألمانيا النازية» و «هولندا النازية». وكتبوا «نراكم في 16 أبريل»، في إشارة إلى موعد الاستفتاء التركي. والحسابات المُخترقة تابعة للبرلمان الأوروبي ولوزارة الصحة البريطانية وصحيفة «دي فيلت» ومجلة «فوربز» و «منظمة العفو الدولية» ومنظمة «يونيسيف»، إضافة إلى نجم كرة المضرب الألماني السابق بوريس بيكر والحساب الرسمي لنادي «بوروسيا دورتموند» الألماني لكرة القدم.