هزّ انفجاران جديدان العاصمة السورية أمس وأوقعا عشرات القتلى والجرحى، وذلك بعد خمسة أيام فقط من تفجيرين داميين آخرين تبنتهما «هيئة تحرير الشام» واستهدفا زواراً شيعة عراقيين. وتزامن التفجيران مع سقوط ضحايا في قصف جوي لطائرات يُعتقد أنها روسية في إدلب في شمال غربي سورية. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن انتحارياً قتل 25 شخصاً وأصاب عدداً آخر في هجوم على مبنى محكمة في دمشق أمس. واستهدف الهجوم مبنى القصر العدلي في وسط دمشق قرب المدينة القديمة. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن عدداً آخر من الأشخاص أصيبوا بالإضافة إلى حصيلة أولية للقتلى بلغت 25. ونقل التلفزيون السوري عن قائد شرطة دمشق إن الانتحاري فجّر ما بحوزته من متفجرات في الساعة الواحدة والثلث بعد الظهر بالتوقيت المحلي (11:20 بتوقيت غرينتش) لدى محاولة الشرطة تفتيشه ومنعه من دخول المبنى. وقال أحمد السيد، وهو مسؤول قضائي كبير، لتلفزيون «الإخبارية السورية» الذي تديره الدولة إن الانفجار «استهدف مواطنين داخل القصر العدلي خلال فترة الازدحام لإلحاق الأذى بأكبر عدد من المواطنين» والقضاة والمحامين. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عدد قتلى تفجير القصر العدلي بلغ ما لا يقل عن 39 شخصاً بينهم «24 شهيداً مدنياً» و7 من الشرطة وحرس المبنى والقوات النظامية. وبعد وقت قصير، أشارت «سانا» إلى أن انتحارياً ثانياً شن هجوماً في دمشق وفجّر عبوة ناسفة داخل مطعم بمنطقة الربوة إلى الغرب من موقع التفجير الانتحاري الأول. وأضافت أن التفجير الثاني أوقع إصابات، لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل. أما «المرصد السوري» فأشار إلى أن الانفجار في الربوة - التي تقع على الطريق الواصل بين وسط العاصمة ومنطقة دمر على أطراف دمشق - استهدف مطعماً في منطقة يرتادها «ضباط ومسؤولون أمنيون وعسكريون وسياسيون» في الحكومة السورية. وقتل عشرات الأشخاص، معظمهم زوار عراقيون شيعة، في هجوم انتحاري مزدوج يوم السبت الماضي أعلن تحالف من الجماعات المتشددة يعرف باسم «هيئة تحرير الشام» مسؤوليته عنه. وفي سياق آخر، سقط ما لا يقل عن 16 صاروخاً من نوع أرض - أرض أطلقتها القوات النظامية على مناطق في حي تشرين في دمشق، وفق ما أورد «المرصد». وفي شمال غربي البلاد، أفاد «المرصد» بأن ما لا يقل عن تسعة أشخاص، بينهم أطفال، قُتلوا الأربعاء في ضربات جوية على محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف «المرصد» أنه «ارتفع إلى 9 على الأقل هم 4 أطفال و5 مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا في مجزرة بمدينة إدلب نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسية استهدفت حي القصور بالمدينة»، مضيفاً أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود مفقودين تحت أنقاض الدمار ووجود جرحى بحالات خطرة». وفي محافظة حمص (وسط)، تحدث «المرصد» عن قصف القوات النظامية في شكل مكثف محيط منطقة آرك بريف حمص الشرقي، في ظل استمرار الاشتباكات بينها وبين عناصر تنظيم «داعش» في البادية الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة تدمر. وأشارت مصادر إعلامية موالية للحكومة السورية إلى أن قواتها سيطرت على منطقة وادي أحمر شرق تدمر.