قفزت أسعار النفط بما يزيد عن دولار أمس بدعم من هبوط مفاجئ في مخزونات الخام الأميركية وبيانات من وكالة الطاقة الدولية تظهر أن خفض إنتاج منظمة «أوبك» ربما يدفع سوق النفط إلى تسجيل عجز في النصف الأول من 2017. وأوردت الوكالة في تقريرها الشهري «لأولئك الذين يتطلعون إلى استعادة سوق النفط توازنها، فإن الرسالة هي أنهم يجب يتحلوا بالصبر ويلتزموا الهدوء». وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» أكثر من دولار عن إغلاق أول من أمس. وارتفع «برنت» 92 سنتاً إلى 51.84 دولار للبرميل، بعدما هبط إلى 50.25 دولار خلال تعاملات الجلسة السابقة مسجلاً أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 99 سنتاً إلى 48.71 دولار للبرميل، بعدما صعد أيضاً بما يزيد عن دولار خلال تعاملات اليوم. وهبط الخام الأميركي أول من أمس إلى 47.09 دولار مسجلاً أدنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر). ولفتت وكالة الطاقة الدولية إلى أن مخزونات النفط العالمية زادت في كانون الثاني (يناير) للمرة الأولى خلال ستة أشهر، على رغم سريان خفض إنتاج «أوبك» من الأول من الشهر نفسه. لكنها أوضحت أن مواصلة «أوبك» تقييد الإمدادات قد تدفع السوق إلى عجز قدره 500 ألف برميل يومياً في النصف الأول من 2017. وأفاد «غولدمان ساكس» بأن التزام «أوبك» بتخفيضات الإنتاج ما زال مرتفعاً، على رغم أن التقرير الشهري للمنظمة أشار إلى ارتفاع في مخزونات الخام العالمية وقفزة في إنتاج السعودية. وأضاف المصرف في مذكرة بحثية أن إعادة التوازن إلى السوق تمضي قدماً وتوقع للطلب على النفط أن يتجاوز العرض في الربع الثاني من العام مدعوماً بتخفيضات الإنتاج، على رغم الزيادة المتوقعة في الإنتاج الصخري الأميركي. وكانت «أوبك» أعلنت أول من أمس ارتفاع مخزونات النفط ورفعت توقعها لإنتاج الدول غير الأعضاء في 2017. ولفتت المنظمة إلى أن السعودية زادت إنتاجها 263 ألف برميل يومياً في شباط (فبراير) إلى عشرة ملايين برميل يومياً. والمملكة أكبر منتج في «أوبك». ودفعت تلك الأنباء الخام الأميركي إلى أدنى سعر تسوية له منذ 29 تشرين الثاني أي قبل يوم من اتفاق خفض إمدادات منظمة البلدان المصدرة للبترول الذي قادته السعودية. وأغلق «برنت» عند أقل سعر تسوية له منذ 30 تشرين الثاني. وأضاف «غولدمان ساكس» في المذكرة البحثية أن ليس من مصلحة «أوبك» تمديد تخفيضات الإنتاج لما بعد ستة أشهر، لأن هدف المنظمة هو الوصول بالمخزونات إلى مستويات طبيعية لا دعم الأسعار. وجدد البنك توقعه أن يرتفع الإنتاج إلى مستويات جديدة بعد التخفيضات.