أثبتت الإعلامية السعودية فادية الطويل وعلى مدى أربع سنوات متواصلة ذاتها في مجال الصحافة المرئية دائمة التغير والتجدد، متجاوزة بإرادة قوية تبعات مرض ألم بها، نجحت وإلى حد كبير في إخفائه عن مشاهديها وعن وسائل الإعلام المكتوبة على وجه الخصوص. «الطويل» قالت ل «الحياة»: «حياتي الآن مستقرة مع ابني وابنتي على رغم أني أخضع في الفترة الحالية لعلاج مكثف، لم يعقني ولله الحمد عن ممارسة عملي كمقدمة لبرنامج «صباح الخير ياعرب» على شاشة « MBC»، مع زميلات أخريات، وقد اتجهت أخيراً إلى مجال الاستثمار بالتعاون مع سيدة الأعمال السعودية هديل المطوع التي اقترحت إنشاء مركز متخصص للمرأة يقدم جميع الخدمات، فوافقت على الفور». «فادية» عزت سبب بعدها عن برنامجها بالقول إن ذلك يعود «لمصلحة البرنامج» إذ رأت إدارة القناة أن يكون البث من استديو واحد فقط في مقر أفضل من ثلاثة استديوهات في الرياض والبحرين ومصر، ومع ذلك «ما زلت أعمل مع طاقم البرنامج من الرياض». وكشفت أنها تأمل في «إعداد برنامج يناقش جميع القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالأسرة العربية عموماً، بشفافية يتحاور فيه الجميع بوضوح ويمنح الفرصة لكل عائلة لمناقشة أمور عدة تتمثل في الفقر ومعاناة المرأة المطلقة والمعلقة التي يمارس عليها أنواع من الظلم، إضافة إلى مشكلات الشباب، والتعليم، والمدمنين، والمعاقين، والمرضى النفسين، والعنف، والمسنين، والبطالة، ومناقشة أبرز المعوقات التي تواجه مجتمعاتنا العربية من دون تجريح، أو إساءة لأحد» مبدية إعجابها ببرنامج «خواطر» الذي يقدمه «أحمد الشقيري». «الطويل» كشفت ل «الحياة» أن الإعلامي العربي ما زال حتى اللحظة «لم يصل بعد إلى مرحلة الجرأة والشفافية لمناقشة قضيانا ويعود ذلك بسبب المشاهد الذي يحجم عن بعض القضايا التي لا يريد مناقشتها». وتابعت: «على القائمين والعاملين في وسائل الإعلام طرح القضايا بشفافية وجرأة من دون التهويل أو التهوين ومن دون أية اجتهادات شخصية اعتماداً على الواقع الموجود، ولابد أن يمارس الإعلامي دوره في التصدي لحل المشكلات من خلال التعريف عليها وأسبابها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وامتلاك القدرة على التميز بين القضايا في زحمة ما يعرض عليهم من خيارات متباينة تولدها وسائل الإعلام الاستهلاكية المعاصرة التي تخاطب عواطف المشاهدين وتحرك غرائزهم بأساليب جذابة لتغيير سلوكهم، وأنماط تفكيرهم. لذلك نحن بحاجة إلى التفاؤل وزرع الثقة في الأجيال القادمة من خلال دفعها باتجاه المشاركة والحوار، وإشعارهم بضرورة تحمل مسؤولياتهم الاجتماعية». ولفتت إلى أن «الإعلامية السعودية نجحت في مجال الصحافة في إثارة قضايا مهمة على السطح بشفافية وجرأة تتعلق بحياتهم الاجتماعية، أو مطالبة بحقوق كانت مفقودة، لذلك تتم محاربة بعضهن من بعض أفراد المجتمع، الذين يضيرهم انطلاق المرأة ونجاحها، في حين أن المذيعات السعوديات لديهن قدرات إبداعية مختلفة، لكنهن لم يستطعن إظهارها بسبب كبت مهاراتهم وجعلها في إطار محدود».