لم يعد غريباً أن نسمع عن ملايين يتقاضاها أبطال المسلسلات التلفزيونية. فمن الثمانين مليون جنيه التي طلبها تامر حسني إلى أجر غادة عبدالرازق الذي وصل إلى عشرين مليون جنيه، أضحت الدراما المصرية محاصرة بين قضبان أبطال الصفّ الأول. وعلى رغم تأكيد «اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري» أنه سينسحب من هذه العملية الإنتاجية المبالغ فيها نتيجة أجور أبطال الدراما التلفزيونية التي وصلت إلى عنان السماء إلا أن ماكينة الملايين لم تتوقف. تامر حسني نفى ما يُشاع عن أنه يُروج لنفسه للفت الأنظار إليه وأن رقم الثمانين مليون جنيه الذي قيل إنه سيتقاضاه في مسلسله الجديد ما هو إلا اختراع، وقال: «لست من هواة الترويج لنفسي بالأخبار الكاذبة، ولا يمكن محاسبتي على خبر لا أعرف عنه شيئاً، ولكن هناك من يتربص بي، ويرغب في تشتيت جهودي وهذا لن يحدث. أنا لست في حاجة إلى لفت الأنظار فأنا أتمتع بنجومية كبيرة في العالم العربي، وثقتي بموهبتي، وبنفسي بلا حدود. وبالنسبة الى أجري في المسلسل فهو سيتناسب مع نجوميتي، لكنني لا أفضل سياسة المبالغة والتهويل و80 مليون جنيه رقم مبالغ فيه واستفزني، على رغم أنني سأتقاضى أجراً سيكون بمثابة نقلة في أجور نجوم الدراما التلفزيونية». المنتج محمود شميس الذي قدم في العام الماضي مع شركته «عرب سكرين» مسلسلات «زهرة وأزواجها الخمسة» و«العار» و«كليوباترا»، أكد أنه يصاب بالدهشة من الأرقام التي يسمعها حول أجور النجوم، لأنها مبالغ فيها ولا يمكن لمنتج أن يدفع 50 مليون جنيه، مثلاً، لفنان لأن من الصعب تعويض هذا الرقم، كما أن موازنة الإنتاج ستتأثر سلباً ومستوى العمل سيكون سيئاً. وأوضح شميس أنه «ليس ضد سياسة الترويج للعمل الفني من طريق نشر الأخبار الظريفة أو الغريبة بعض الشيء، ولكن لا بد من أن يكون عنوانها الصدقية، لأن الجمهور لا يمكن خداعه، ويمكن أن يتحول في شكل سلبي ضد الفنان». وأوضح الفنان ماجد الكدواني أن «أجر النجم ليس دليلاً على جماهيريته، ولكن مضمون ما يقدمه أساس تقويمه. ولا ينبغي أن نبالغ في الأجور التي نتقاضاها وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها البسطاء، والفن مهمته الترفيه عنهم، وتقديم موضوعات هادفة لهم وليس مطلوباً منا أن نحزنهم على أوضاعهم المعيشية». ورفض ماجد «سياسة الترويج للعمل الفني من طريق الإشاعات والأخبار المزيفة لأنها تتسبب أحياناً في مشكلات»، واعتبر أن الأفضل توفير الوقت والجهد والتركيز في شكل أكبر على جودة العمل الفني. واعترفت الفنانة سمية الخشاب بأن هناك نجوماً يسوقون لأنفسهم بواسطة أخبار تضخم حجم إنجازاتهم، لكن هناك من يبالغ في هذه السياسة وينقلب الأمر ضده، ما يضطره الى نفي الخبر. وأضافت: «عندما سمعت عن أجري في مسلسلي «كيد النسا» و«وادي الملوك» اللذين سأقدمهما في شهر رمضان المقبل، وقيل أنني سأتقاضى عشرة ملايين في العمل الواحد، ضحكت لأن تحديد أجر الفنان لا يمكن الوصول إليه بالسهولة التي يراها بعضهم لأنه موضوع سري بينه وبين شركة الإنتاج». ورفضت الخشاب ما يتردد عن أنها تتبع هذه السياسة وتبالغ في الحديث عن أجرها من أجل كسب ثقة الجمهور باسمها وقالت: «أسمع كثيراً عن أجري في الدراما التلفزيونية بعد تقديمي لمسلسل «حدف بحر»، لكنني لم أتحدث مطلقاً في هذا الأمر، ولا يمكن أن أتباهى بأجري، وأراعي مشاعر البسطاء. ثم، إن نشر الأخبار في شكل خاطئ أمر خارج عن إرادتي، وهناك من يجتهد لمعرفة الرقم الذي أتقاضاه، ولكن لا يمكن أن يأتي هذا الكلام على لساني». وأشار يحيي ممتاز مدير قناة «المحور» إلى أنه لا يمكن لجهة عرض أن تشتري عملاً لمجرد أن أجر البطل يصل إلى رقم قياسي لأن هذا ليس مقياساً لتميز العمل، فهناك أمور أهم مثل مضمونه والقضايا التي يناقشها ومدى صدقيته ومحاكاته للواقع الذي نعيشه. وأضاف: «المبالغة في الحديث عن أجور النجوم تخلق نوعاً من البلبلة في الأوساط الجماهيرية والإعلامية والفنية، وتسويق المسلسل التلفزيوني أصبح أمراً صعباً لأن الإنتاج الدرامي غزير، وجهات العرض، على رغم تعددها، لا تدفع أرقاماً ضخمة، بالتالي فإن جهات الإنتاج تحاول الاقتصاد ولا يمكن أن تدفع عشرات الملايين لنجم واحد». وأوضح الفنان محمود ياسين أن «هناك عشوائية تدار بها السياسة الإعلامية لأن النجومية مسؤولية ينبغي تحملها في شكل جيد. وهناك من استغل هذه العشوائية لخدمة مصالحه، لذلك أصبح الجمهور لا يثق كثيراً بالأخبار التي تدور حول نجومه، فهو ضحية الأجور المبالغ فيها والأخبار المصطنعة والحقائق أصبحت مشوهة، وعلى الجميع أن يتدارك هذه الأخطاء». أما الفنانة نيللي كريم فتقول: «بعض الفنانين يوكلون لمكاتب إعلامية الترويج لأعمالهم، ولكن هناك من يستغل هذا الأمر في شكل خاطئ، خصوصاً من هم خارج نطاق العمل الصحافي، ويخترعون أخباراً تضع الفنان في ورطة أحياناً، كما أن الفنان الواثق بنفسه لا يهتم بنشر الأخبار بمقدار ما يركز أكثر على الرقي بمستواه والتواصل الإيجابي مع الجماهير من طريق المشاركة في الخدمات الحيوية والحملات الصحية وسواها من الأمور الإيجابية».