اعتبرت أوساط ديبلوماسية تعيين المنشق الصحراوي أحمد ولد سويلم سفيراً للمغرب في إسبانيا تطوراً إيجابياً لناحية نزع الفتيل عن احتمالات تدهور العلاقات بين الرباط ومدريد. وحرص العاهل المغربي الملك محمد السادس على استقبال السفير المعيَّن أول من أمس بالتزامن مع إجراءات مناقلات طاولت محافِظِي الأقاليم الصحراوية. غير أن حدة الانتقادات التي توجهها فاعليات حزبية ونقابية واقتصادية لمواقف الحزب الشعبي الإسباني المعارض ازدادت حدة، بخاصة في ضوء دعوة مركزيات نقابية لشن إضرابات في مؤسسات اقتصادية وتجارية إسبانية في المغرب. وقالت مصادر نقابية إن زعامات الاتحاد المغربي للعمل والكونفيديرالية الديموقراطية للعمل والاتحاد العام للعمال، أكبر المركزيات النقابية في البلاد، اتفقوا على تنفيذ إضراب عام في المصانع والمؤسسات التجارية الإسبانية في المغرب الإثنين المقبل، في سابقة من نوعها، فيما دعا نشطاء في تنظيمات غير حكومية إلى مقاطعة البضائع الإسبانية في الأسواق المغربية. وقال قياديون في أحزاب في المعارضة والموالاة إنهم دعوا مناصريهم في المحافظات الصحراوية للمشاركة في المسيرة الشعبية الحاشدة التي تُنظّم اليوم الأحد في كبرى شوارع الدارالبيضاء، ويرجح مراقبون أن تكون واحدة من أكبر التظاهرات من نوعها، تهدف إلى توجيه رسائل إلى الحزب الشعبي الإسباني الذي يتهمه المغاربة بالوقوف وراء إقرار توصية البرلمان الأوروبي التي انتقد فيها المغرب بسبب أحداث العيون الأخيرة، وكذلك إلى البرلمان الأوروبي لحضِّه على معاودة النظر في ما يصفه مسؤولون مغاربة ب «انسياق غير محسوب» لمصلحة جبهة «بوليساريو». لكن مراقبين لعملية شد الحبال هذه يربطون بين حدة المواجهة والضغوط التي تمارسها لوبيات الصيد الساحلي للضغط على الرباط من أجل تمديد اتفاق الصيد الساحلي المبرم بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ولا يلوح في الأفق ما يعزز هذا الاعتقاد في حال استمرار تداعيات الأزمة الراهنة، وإن كانت حكومات أوروبية نأت بنفسها بعيداً عن هذا الاتفاق. إلى ذلك، عاد أحد الصحراويين البارزين في حزب «الاتحاد الوطني» الذي كان أقرب الى إسبانيا ابان احتلالها المحافظات الصحراوية، إلى الواجهة. فقد عيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس خليل الدخيل محافظاً على مدينة العيون التي كانت مسرحاً لأعمال عنف أدت الى مقتل 12 رجلاً في القوات المغربية، على إثر تفكيك مخيمات نازحين في ضواحي المدينة. وانتقل المحافظ السابق محمد حلمبوس إلى مدينة آسف على الساحل المتوسطي جنوبالدارالبيضاء. كما شملت المناقلات العربي التوجر محافظاً في بوجدور وعبدالله عميمي في اقليمالسمارة، العاصمة الروحية للصحراء، كما عُين محمد صبوها محافظاً على طرفاية، وبذلك تكون ثلاث محافظات في الصحراء على الأقل خضعت لمناقلات شملت مدناً أخرى. كما رُقِّي المسؤول السابق في الاستخبارات نور الدين بن ابراهيم الى محافظ مسؤول في الإدارة المركزية للداخلية عن الشؤون العامة، ورقي صحراوي آخر هو خالد الزروالي لمنصب والٍ مكلفٍ شؤون الهجرة ورقابة الحدود، وتولت امرأة منصب محافظ في الإدارة المركزية للمرة الأولى، حيث أسند للسيدة نجاة زروق منصب محافظ، وكُلِّفت تأهيل الكوادر الإدارية والتقنية. وتعتبر المناقلات الجديدة الأكبر عدداً، وهي تسبق انتخابات 2012، وتأتي في أعقاب أحداث العيون، لكن مصادر رسمية رهنت هذه التغييرات بأجندة إدارية صرف، بخاصة وأن بعض المحافظات التي أعلن أخيراً عن إحداثها ظلت شاعرة. وهذه التغييرات هي الثانية من نوعها منذ مجيء رجل القانون الطيب الشرقاوي إلى وزارة الداخلية العام الماضي.