أكدت القاهرة أن الحوار مع إسرائيل يجب أن يتواصل «لمصلحة تحقيق السلام ومحاولة التعامل الجاد مع المشاكل التي تعترض سبيل تحقيقه»، وذلك في أعقاب عودة الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي من إسرائيل بعد زيارة استغرقت يوماً واحداً التقى خلالها المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي عوزي آراد والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية السفير يوسي غال وعدداً من المسؤولين في وزارة الخارجية. وقال زكي في بيان إن الجانبين حرصا على تبادل وجهات النظر في ما يتعين عمله من أجل دفع جهود التسوية السياسية «خصوصاً في ضوء العقبات القائمة»، موضحاً أن «زيارته لإسرائيل استهدفت التعرف عن قرب وبشكل معمق على المواقف الإسرائيلية في ما يتعلق بجهود تحقيق السلام والوضع الفلسطيني - الإسرائيلي عموما». ورغم أن زكي من الديبلوماسيين المقربين من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وهو المشرف على ملف عملية السلام في الوزارة، إلا أن مراقبين رأوا في إيفاده إلى إسرائيل إشارة إلى التمسك بعدم الرغبة في التعامل مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. وعن ذلك، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأمن القومي في مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان)، سفير مصر السابق في إسرائيل محمد بسيوني إن القاهرة متمسكة برأيها في هذا الصدد: «لن نتعامل مع ليبرمان إلا بعد أن يعتذر عما بدر منه من أقوال في حق مصر وبعد أن يغير مواقفه من عملية السلام». وكان ليبرمان أكد أمس بالتزامن مع وجود الموفد المصري في إسرائيل رفضه الانسحاب إلى حدود عام 1967. في غضون ذلك، كرر رئيس مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) الدكتور أحمد فتحي سرور رفضه زيارة إسرائيل إلا بعد تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية وعودة جميع الأراضي المحتلة لأصحابها. وقال: «بعد الخطاب الذي بعثت به إلى رئيس الكنيست (رؤوبين ريفلين) في شأن المحرقة (هولوكوست)، بعث لي رداً يقول فيه إنه راض عما ذكرته عن الهولوكوست، وغير راض عن ردي في شأن تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد والجرائم الإسرائيلية في غزة، ووجّه لي الدعوة لزيارة إسرائيل، ورفضت ذلك إلا بعد تحقيق السلام. وكان رئيس الكنيست طالب سرور بإدانة موقف نجاد ضد إسرائيل في مؤتمر «ديربان 2»، فرد سرور مديناً الهولوكوست. وأشار إلى أنها وقعت على أيدي أوروبيين ولم تقع على يد أحد من أبناء الشعب العربي أو الشعوب الإسلامية، مذكراً ب «جرائم إسرائيل ضد الشعوب، خصوصاً الشعب الفلسطيني». من ناحية أخرى، أعلن الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح أن الجامعة أنهت الاستعدادات اللازمة لتنظيم فعالية ضخمة تقام يوم 7 حزيران (يونيو) المقبل في مقر الجامعة احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009. وأوضح أن الاحتفالية تقام تحت رعاية الأمين العام للجامعة عمرو موسى، وتنظم تضامناً مع القدس، ويتخللها معرض لتراث المدينة المقدسة، مع عرض مجسمات كبيرة تمثل أبرز معالمها وأماكنها العريقة والمقدسة وصور عن القدس وحاراتها العتيقة. وقال إن هناك شخصيات رفيعة من دول العالم ستحضر الاحتفالية، بالإضافة إلى السفراء والمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، وبابا الإسكندرية والكرازة المرقسية شنودة، وممثلي دول الاتحاد الأوروبي والمنظمات العالمية والأممية.