من ينافس باراك أوباما على الرئاسة الأميركية في أول ثلثاء من تشرين الثاني (نوفمبر) 2012؟ مع عدم وجود مرشح بارز متقدم على الجمهوريين الآخرين، فالأسماء المتداولة كثيرة، وتبقى ساره بيلين الأوسع شهرة، إلا أنها جاهلة تجعل جورج بوش الابن يبدو عبقرياً بالمقارنة. الأفضل حظّاً، اليوم وليس بالضرورة بعد سنة، ميت رومني، حاكم ولاية مساتشوستس السابق، ومايك هاكابي، حاكم أركنسو السابق، ثم هناك تيم باولنتي، حاكم مينيسوتا المنتهية ولايته مع الانتخابات المقبلة. وبعدهم نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب الأسبق، وهو يميني متطرف وعنصري له مواقف حقيرة، ولا أفهم عودته الى الصورة مع كل الفضائح الشخصية الملتصقة باسمه. بين الأسماء الأخرى البليونير مايكل بلومبرغ، رئيس بلدية نيويورك، الذي ينكر انه مرشح ثم يترك الباب مفتوحاً للحديث عن ترشيحه. وهناك حاكم مسيسيبي هالي باربور والسناتور الجديد مارك روبيو من فلوريدا، وأيضاً ريك سانتوريوم الذي خسر مقعده في مجلس الشيوخ عن بنسلفانيا سنة 2006، إلا أنه نشط جداً في السياسة الجمهورية. كل ما سبق تمهيد، أقدم بعده للقراء مرشحي المختار عن الجمهوريين لمنافسة أوباما سنة 2012، وهو حاكم ولاية انديانا ميتشل (ميتش) دانيالز، وسأعتبر نفسي فائزاً نيابة عن حَمَلة الجنسية الأميركية من أسرتي المباشرة سواء فاز أوباما أو دانيالز. ثمة أسباب عامة لترشيح دانيالز، من تعليم عالٍ وقدرة وخبرة، وأسبابي الشخصية التي أبدأ بها. ميتشل دانيالز من أصل سوري، ولد في بنسلفانيا في 7/4/1949، كما ولد أبوه الذي يحمل الاسم نفسه في الولاية. ووالدته هي دوروثي ماي ويلكينز المولودة في بنسلفانيا في 26/8/1926. أما جده الياس دانيال فولد قرب حمص في 26/4/1884، وزوجته عفيفة حنا، وهاجر الى أميركا في شبابه. والبحث قادني الى والد جده السوري، واسمه المسجل Assa دانيال، أما عن طريق الوالدة فالاسم يصل الى الجد الحادي عشر في انكلترا، وما قبل الاستقلال الأميركي. والحاكم دانيالز متزوج من شيري لين هيرمان، ولهما أربع بنات. وهما طلقا سنة 1994 وانتقلت الزوجة الى كاليفورنيا حيث تزوجت طبيباً، إلا أنها عادت الى زوجها الأول وبناتها سنة 1997، وتزوجا ثانية. أطلب من القراء أن يفكروا معي: حمصي رئيساً لأميركا بعد رئيس أسود، أصل الأسرة هو من قرية لعلها خربة المعزة في ريف حمص، ما يكفي لأعتبره أحد «الحماصنة». الأسباب الأخرى التي تجعل دانيالز أهلاً للرئاسة الأميركية تكاد تكون كاملة، أو ما يتمنى أي مرشح للرئاسة أن يدّعي لنفسه. في إنديانا فاز دانيالز بأعلى جائزة تمنح لطالب ثانوي، فقد تفوق على جميع أقرانه، وهو تخرج من جامعة برنستون الراقية، وانتقل الى جامعة جورجتاون ليدرس القانون، وانغمس دانيالز منذ أيام المراهقة في العمل ضمن الحملات الانتخابية لمرشحين للكونغرس، وعمل في مجلس الشيوخ مدير موظفي السناتور ريتشارد لوغار. ولعل أول ما لفت الأنظار اليه على نطاق عام كان تعيينه مديراً لمكتب الإدارة والموازنة في ادارة بوش الابن، وهو منصب برتبة وزير. وكان بوش يسميه «زلمتي ميتش» My man Mitch. وبرز دانيالز بعد ذلك حاكماً لولاية إنديانا فكان فوزه سنة 2004 أول فوز للجمهوريين في الولاية منذ 16 سنة، وهو عاد لولاية ثانية سنة 2008 بغالبية كبيرة، بعد أن أصلح اقتصاد الولاية وأنظمتها. وكان لافتاً أنه ساعد على فوز الجمهوريين بالغالبية في مجلسي الولاية (37-13 شيوخ و60 - 40 نواب)، وهذا مع ان أوباما فاز بالولاية في منافسته على الرئاسة. سِجِلّ دانيالز في العمل العام ممتاز، وأفضل من سجل أي مرشح محتمل آخر عن الجمهوريين للرئاسة. إلا أنه لا يزال غير معروف جيداً عبر الولاياتالمتحدة. وأظهر استطلاع قرأته ان بيلين معروفة أكثر من غيرها، وبعدها رومنى وهاكابي، أما دانيالز فقد قال 63 في المئة من المشمولين بالاستطلاع ان لا رأي لهم فيه، مع انه في ولايته يحظى بتأييد 70 في المئة من السكان، ثم انه ليس شاباً وسيماً، مع انه يركب دراجة نارية من طراز هارلي ديفدسون، ويحاول أن يبدو «مودرن». قدرات ميتشل دانيالز جعلت هيئة الإذاعة البريطانية ومجلة «الايكونومست» الراقية ومجلة «ويكلي ستاندارد» المتطرفة تبث أو تنشر تحقيقات مطولة عنه، وجدتها ايجابية جداً، ويبدو انه على طريق نجاح أكبر. حمصي رئيساً لأميركا؟ عجب، عجب، عجب. [email protected]