الحمامات (تونس) - أ ف ب - انطلقت «لقاءات تونس الاولى للثقافة الأورومتوسطية» في منتجع الحمامات جنوب العاصمة من اجل شراكة ثقافية متعددة بين المنتجين واصحاب القرار والجامعيين في ضفتي المتوسط. وأوضح وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي في افتتاح اللقاءات في المركز الثقافي الدولي بحضور ممثلين ل 12 مؤسسة دولية ان «هذا اللقاء يشكل فرصة للحوار والتفكير وتبادل الرؤى وتقييم الواقع الراهن ورسم ملامح مستقبل مشترك غايته دفع التعاون الاورومتوسطي والوصول الى بناء نمط تفكير موحد يأخذ في الاعتبار التنوع والاختلافات الثقافية». وأكد أن «البناء الثقافي الاورومتوسطي يجب ان يأخذ في الاعتبار احترام الاديان ويقطع مع الخوف اللامبرر من الاسلام». ويناقش المشاركون خلال اللقاءات التي تستمر حتى الخامس من الشهر المقبل «مكانة الشباب في الفضاء الثقافي الاورومتوسطي» في سياق احتفالات تونس بالسنة الدولية للشباب عام 2010، و «دور وسائل الاعلام وتقنيات الاتصال الحديثة في رسم سياسة تحفز على الحوار والسلم والاحترام المتبادل»، و «دور الثقافة في تكريس الاعتراف بالآخر المغاير بعيداً من منطق النموذج الأوحد الذي تغذيه اطروحات صراع الحضارات وصدام الاديان». ويبحث المشاركون في «العوائق التي تحول دون تحقيق الحركية الثقافية في البحر المتوسط». وقال الكاتب الالباني باسنيك مصطفى إن «التعاون الثقافي المثمر بين الشمال والجنوب حلم يراود كل مبدع للتحليق بعيداً». وأسف لأن «اصحاب القرار في معظم بلدان البحر المتوسط لا يولون اهمية كبيرة للثقافة كما هو شأن السياسة». ورأت الاردنية ريم عريدة «ان التبادل الثقافي بين ضفتي المتوسط يحتاج الى تفعيل من اجل توسيع قاعدة المشاركة في الشبكة... للتعرف إلى المشكلات الرئيسة التي تواجه الشركاء وكيفية معالجتها» لا سيما مشكلة التمويل. ودعا نائب رئيس الشبكة الاورومتوسطية للثقافة رينيه كلوالتر، الى ضرورة دعم مشروع الاتحاد من اجل المتوسط شرطاً لتطوير العلاقات وتنشيط الفعاليات الثنائية والمتعددة». وتشتمل اللقاءات على الملتقى المتوسطي الاول للعلاج بالموسيقى الذي يقام بالتعاون بين الجمعية التونسية للعلوم الموسيقية ومختبر علم النفس التجريبي والسريري في جامعة باريس ديكارت. ويبحث متخصصون وباحثون في علم النفس والطب النفسي وموسيقيون من ضفتي المتوسط في عدد من القضايا من بينها «المقاربات الجديدة لأساليب العلاج التقليدي ومدى ارتباطها بالطرق الحالية للعلاج بالموسيقى». وأوضح احد المنظمين ان اللقاءات هي «مبادرة ترمي الى جعل تونس «عاصمة للثقافة الاورومتوسطية» لا سيما انها تستعد لافتتاح مدينتها الثقافية في قلب العاصمة تونس في غضون 2011. وشيدت المدينة التي تتميز بطابعها المعماري العربي الاسلامي على مساحة تبلغ تسعة هكتارات في جادة محمد الخامس. ويحتوي هذا القطب الثقافي على دار اوبرا تضم 1800 مقعد وقاعة محاضرات ومسرحاً وسبعة استوديوات لانتاج الموسيقى والرقص وميدياتاك وسينماتاك وقاعات عرض، واخرى لحفظ الابداعات الفنية ومحال تجارية ذات علاقة بالثقافة ومتحف الحضارات.