علاقة حميمة تربط المطربة اليمنية جميلة سعد بآلة العود الذي ترى أنه ما زال يتربع على عرش الآلات الموسيقية. وهي تحرص أن يكون له دور رئيس في الحفلات التي تقدمها بمصاحبة فرقة موسيقية. تقول جميلة ل «الحياة» إنها لا تشعر بجمال الأغنية التي تقدمها الا إذا كان العود حاضراً، موضحة أن استخدام العود في معظم الاعمال المنتجة لا يشكل عائقاً امام تطور الاغنية اليمنية. وعرفت سعد بعزفها على العود في كثير من أغانيها. وتقول إن شاباً هاوياً من ابناء حارتها علمها كيفية ضبط العود في بداية تجربتها الفنية. وخلافاً لكثير من المطربين والمطربات الذين عادة ما يرجعون اكتشاف مواهبهم الى نجوم وأشخاص ينتمون الى الوسط الفني، تدين جميلة سعد باكتشاف موهبتها الى شقيقتها الصغرى بدور. وهي مجرد متذوقة أعجبت بصوت شقيقتها وهي تغني في البيت فدفعتها الى شراء عود وخوض تجربة الغناء. ومنذ البومها الأول «أسر قلبي» صعد نجم جميلة في شكل لافت. وحظي ظهورها الكارزمي على الشاشة الصغيرة بإعجاب جمهور كبير في اليمن والبلدان المجاورة وهي تحوز على عدد كبير من شرائط الفيديو التي يبثها معجبون بالغناء اليمني على موقع يوتوب. ودرج بعض منتجي الدراما التلفزيونية على تطعيم اعمالهم بمقاطع من أغانيها الشهيرة خصوصاً اغنية «يا لطيف» نظراً لما تنطوي عليه من دلالات، لكن سعد قالت انها لا تميل الى التمثيل ولا الغناء للاطفال. وتؤدي سعد، التي يطلق البعض عليها نانسي اليمن، مختلف الوان الغناء اليمني مثل الصنعاني واللحجي والحضرمي اضافة الى الموشحات. وتسعى الى تقديم أغانٍ تمازج بين الالحان اليمنية والخليجية، وتطمح أن تكون مطربة على المستوى العربي وليس على المستوى المحلي فقط. وتؤكد سعد قدرتها على تقديم اعمال مميزة لكنها تشكو من ارتفاع تكاليف الانتاج. وتشير الى أن انتاج الألبوم الواحد يكلفها مبالغ طائلة. ويرتفع هذا الرقم في حال أنتج خارج البلاد، منوهة بأن هدفها هو الوصول الى شركات انتاج عربية. وتحدثت سعد عن صعوبات واجهتها مع شركات الانتاج المحلية. وذكرت إن احدى الشركات اصدرت في وقت سابق البوماً حمل صورة جميلة سعد وباسم جميلة فقط لكنه بصوت مطربة ناشئة اتضح أن اسمها جميلة، مشيرة الى أن هذا الفعل ترك اثراً سلبياً عند جمهورها الذي استغرب أن يكون هذا الصوت هو صوت جميلة سعد على حد قولها. وعبرت عن شغفها بالاعمال التراثية، لكنها قالت إنها لا تود ان تحصر نفسها في اعادة تقديم اعمال قديمة بل ترغب أن تقدم عملاً يتجاوز السائد، ويعبر عن شخصيتها مشددة على أهمية تجديد الأغنية اليمنية ولذلك أسست شركة انتاج خاص بها كيلا تبقى اسيرة اشتراطات السوق. وتقر سعد التي تكتب بعض اغانيها بنفسها بعدم إرتقاء بعض النصوص الغنائية الى المستوى المطلوب وانها تجري أحياناً تعديلات على النص بعد أن تستأذن كاتبه. ولا تمانع في تقديم اعمال تمزج بين الفن الشرقي والغربي، وترى أن مقامات صوتها تتناسب وتقديم اعمال اوركسترالية. وأرجعت عدم انتشار الاغنية اليمنية خارج الحدود الى الاحباط لدى المطرب والملحن والشاعر. وتستدل بانتشار أغانٍ يمنية بأصوات عربية، لكنها لا تعفي الفنان اليمني من تحمل بعض المسؤولية.