عزا القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض عيسى الغيث، امتداد التنظيم الإرهابي وتوسّعه ووصوله إلى 19 خليّة، إلى توافر أرضية خصبة لهم تكمن في المواقع الإلكترونية على الإنترنت، والتحريض الظاهر من خلالها من جهات داخلية وخارجية، إضافة إلى تقصير الكثير من الجهات الحكومية في أداء أدوارها على أكمل وجه، وترك العبء وحده على وزارة الداخلية. وقال ل»الحياة»: «هذا العدد الكبير من الخلايا يعود إلى وجود من يقوم ببث الفكر الإرهابي بكل وضوح من خلال شبكة الإنترنت، وكذلك هناك جهات حكومية لا تقوم بأدوارها المطلوبة منها، سواء كانت جهات دينية أو جهات تعليمية أو إعلامية، وتكتفي بدور وزارة الداخلية التي تعمل كل ما في وسعها وتغطّي نقص غيرها من الجهات، لذا نحن لا نريد تصريحات إعلامية مكرّرة، من دون فعالية ومن دون مبادرات من من يرددها، إذ يجب المبادرة والقيام بالواجبات بالشكل الأمثل من دون تقصير، وتحصين أبنائنا من خطورة التواجد الإرهابي وأنشطته»، لافتاً إلى أن الحملات التوعوية ضد الإرهاب وقتية، وفي المقابل تظهر الحملات الإرهابية على مدار العام. وأوضح أن المواقع الإلكترونية تشكّل أهم وسيلة تعمل على نشر أفكار الخلايا الإرهابية، مطالباً بالاهتمام بهذه الأداة والتصدّي لها، وعدم ترك المواقع متاحة للاستخدام من دون حجب، بحجّة أنها تسهّل الوصول إلى الإرهابيين، مبيّناً أن الكثير من الإرهابيين يكتبون في هذه المواقع بمعرّفات نسائية، سعياً إلى استعطاف الرجال والنساء، مشيراً إلى أن هناك دولاً وجهات خارجية تعمل على الإساءة إلى المملكة واستهدافها، وتحريك الأدوات الإرهابية فيها بشكل واضح ومكشوف، لافتاً إلى أن القبض على الخلايا الإرهابية ال 19 ليس بغريب على الجهات الأمنية في المملكة. من جانبه، أكد الاختصاصي الأمني اللواء متقاعد يحيى الزايدي ل»الحياة»، أن الأجهزة الأمنية السعودية لديها قواعد وخطط ورؤى مدروسة، من شأنها الحدّ من خطورة الإرهاب وإيقافه، إضافة إلى تمتّعه برجال مخلصين قادرين على ضبط الخلايا الإرهابية، ورصد تحركاتهم ومخططاتهم، مشيراً إلى أن المملكة ورموزها ومواطنيها محل استهداف مستمر من تلك الخلايا. وأضاف: «المملكة قادرة على مكافحة الإرهاب والتصدّي له والحد من خطورته، والشواهد الدالة على ذلك كثيرة، فمنذ سنوات والأمن لدينا يحبط الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن، ما يعني امتلاك الأمن السعودي إلى الخبرة والقدرة العالية على التخطيط والمتابعة، وربط كل الأحداث ببعضها في خارطة معلوماتية متكاملة، لإحباط جميع محاولاتهم». وذكر أن ما تم إنجازه أخيراً من الأجهزة الأمنية، والمتمثّل في القبض على 19 خليّة إرهابية، يسجّل ضمن الجهود السابقة المميّزة في العمل على مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن هذه الخلايا تحمل الكراهية للوطن، وتعمل على زعزعة أمنه. وتابع: « تسعى هذه الخلايا إلى الإخلال بالأمن والأمان في هذا الوطن، وإنشائهم ل 19 خليّة إرهابية، يعود إلى ظنّهم بأنهم قادرون من خلال ذلك على تشتيت عمل الأجهزة الأمنية والتقليل من قدرتهم في القبض عليهم، لكنها لم تستطع، نظراً لأن الخطوات الأمنية منظّمة، فمهما عمل هؤلاء الإرهابيين سيجدون الإيقاف». وأشار إلى أن هذه الخلايا تعمل على استغلال موسمي الحج والعمرة لاستقطاب مجموعة من الشباب للانضمام إليهم، مرجعاً الاستهداف الإرهابي لبعض رجال الأمن والمسؤولين والإعلاميين، إلى كونهم يظنون ذلك يسهم في إرخاء عزيمتهم ويقلّل من قيامهم بواجباتهم، مبيّناً أن ذلك في الأساس يسهم في زيادة إصرارهم على القيام بواجباتهم المطلوبة، من دون السماح للإرهاب باعتراضها.