أعرب مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته العادية التي عُقدت في الرياض أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن تطلعه إلى أن تسهم نتائج أعمال الدورة ال36 لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية التي انتهت أمس في دمشق في تقوية وتعزيز اللُّحْمة والتعاون العربي والإسلامي للوقوف أمام مختلف العوائق والتحديات إقليمياً ودولياً. وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس في مستهل الجلسة على مجمل الاتصالات واللقاءات والمشاورات التي جرت خلال الأيام الماضية مع بعض قادة دول العالم ومبعوثيهم، ومن بينها لقاؤه الرئيس السويسري المستشار هانز رودلف ميرتس، والرسالتان اللتان تلقاهما من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس طاجكستان إمام علي رحمانوف. كما طالب خادم الحرمين مختلف القطاعات المعنية بتكثيف أعمالها لتقديم كل أشكال الإغاثة والدعم للمتضررين من الهزات الأرضية الناتجة عن النشاط الزلزالي والتي شعر بها بعض أهالي المراكز والقرى والهجر في منطقتي المدينةالمنورة وتبوك، وتسهيل الأمور أمام أهالي تلك المناطق وإشعارهم بالراحة والأمن والأمان حتى تنجلي الغمة عنهم. وكان المجلس استمع إلى تقرير من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز عن الأعمال التي تقوم بها وزارتا الداخلية والمال والأجهزة ذات الصلة في مواجهة هذه الهزات الأرضية، والعمل على تقديم مختلف الخدمات للمواطنين والمقيمين الذين أخْلوا مساكنهم ونقلهم إلى مواقع آمنة للحفاظ على سلامتهم، مشيراً إلى أن ما أوضحته هيئة المساحة الجيولوجية من أن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة قد انخفض بشكل كبير من حيث العدد والقوة، يعد مؤشراً على أن المنطقة في طريقها إلى وضع الاستقرار الطبيعي. وتناول المجلس عدداً من الفعاليات الدينية والاقتصادية والاجتماعية التي أقيمت بالمملكة خلال الأيام القليلة الماضية ومن بينها المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي الذي عُقد السبت الماضي في جدة بعنوان: «الأمن الفكري ودور وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في تحقيقه». وثمّن المجلس ما أشاد به المشاركون من عزم وتصميم المملكة العربية السعودية على تحقيق الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب والغلو والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، معتبرين دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى «حوار أتباع الديانات والثقافات» الحل الأمثل للتواصل المعرفي وبناء جسور مشتركة لخدمة مقاصد الإسلام ومصالح الإنسانية وما سارت عليه المملكة من منهج أصيل يخدم الإنسان في كل مكان ويدعم المسلمين لتحقيق عزتهم وكرامتهم. كما أقر المجلس إجراءات عدة في شأن توحيد سلم الرواتب في المستشفيات الحكومية العامة والتخصصية ومراجعة لائحة الوظائف الصحية وسلم رواتب السعوديين الخاضعين لسلم رواتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات بما يتناسب مع منافسة السوق وتحديد البدلات والحوافز، إضافة الى توفير الجهات الصحية والجامعات والسكن للأطباء البشريين وأطباء الأسنان من خلال تنفيذ مشاريع مباني السكن، وإلى أن يتم التنفيذ توفر الجهة المعنية وحدات سكنية للأطباء، وتصرف من اعتماد البند المخصص للإيجار على ألا تتجاوز الكلفة السنوية للوحدة 50 ألف ريال. ووافق المجلس على نظام أندية السيارات والدراجات النارية، على أن تتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب الإشراف على أندية السيارات والدراجات النارية. كما قرّر المجلس الموافقة على الإجراءات المتعلقة بقضايا الأحداث والفتيات، عند الحاجة إلى إيقافهم في مناطق ليس فيها دُور للملاحظة الاجتماعية، أو مؤسسات لرعاية الفتيات، ومن أبرز ملامح الإجراءات ما يأتي: إذا وجّه القاضي - أثناء المحاكمة - بإيقاف الحدث أو الفتاة، فيجب على رئيس جهة الضبط الجنائي ترحيل الحدث أو الفتاة فوراً إلى دار الملاحظة الاجتماعية، أو مؤسسة رعاية الفتيات. وبخصوص الأحداث والفتيات الذين يُقبض عليهم في قضايا الاعتداء على العرض يُرَحّلون فوراً إلى أقرب دار ملاحظة اجتماعية، أو مؤسسة لرعاية الفتيات، إذا ارتؤي أن المصلحة تقتضي ذلك. وفي جميع الحالات التي تستدعي ترحيل الحدث أو الفتاة، يجب أن يتم الترحيل بصحبة ولي أمر الحدث أو الفتاة - أو بصحبة سجانة إن أمكن وبمرافقة محرمها في ما يتعلق بترحيل الفتيات - وبصحبة مندوب من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويكون الترحيل بالطائرة إن وجد مطار قريب.