توقّع مستثمرون في سوق الطباعة في السعودية، تراجع الطلب على التقاويم في العام الحالي بأكثر من 35 في المئة، ويأتي ذلك مع قرب دخول السنتين الميلادية والهجرية. وأرجع المستثمرون خلال حديثهم ل«الحياة»، الكساد الموجود حالياً على طلب التقاويم إلى قلة الطلب من المؤسسات والشركات الكبرى والبنوك، إضافة إلى أن أسعار التقاويم ارتفعت عن الفترة الماضية، بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج، نتيجة لزيادة أسعار الخشب والورق وتكاليف الشحن عالمياً. وتدخل سوق التقاويم ضمن قائمة الأسواق الموسمية في السعودية، والتي تنشأ مع مطلع كل عام هجري أو ميلادي، إذ ترتفع وتيرة المنافسة بين شركات الطباعة السعودية لطباعة أكثر من 5 ملايين تقويم، وسط قرار حكومي بمنع استيراد التقاويم الهجرية المنفذة خارج البلاد، ويقدر حجم السوق الموسمية للتقاويم ببليون ريال. وأكد المدير العام لمؤسسة السعد للدعاية والإعلان، تراجع الطلب على التقاويم في السنة الحالية عنه في الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن نسبة الكساد في سوق التقاويم وصلت إلى 35 في المئة، وقال ل«الحياة»: «إن سوق التقاويم في السعودية سجّلت هذا العام زيادة في أسعارها بأكثر من 15 في المئة، بسبب الارتفاعات الحاصلة في أسعار المواد المصنعة للتقاويم، كالورق والخشب، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن عالمياً». وأوضح أن أسعار الخشب ارتفعت بنسبة 20 في المئة، والورق بنسبة 15 إلى 20 في المئة، إضافة إلى تكاليف الشحن، التي ارتفعت بنسبة 50 في المئة خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أن أسعار التقاويم تتراوح ما بين 20 و5 ريالات، مبيناً أن سعر التقويم الخشبي يبدأ من 20 ريالاً، في حين أن التقويم الورقي الجلدي يصل إلى 10 ريالات، ووصل سعر التقويم الورقي إلى 5 ريالات. لافتاً إلى أن العرض في سوق التقاويم أكثر من الطلب. وأوضح أن عشوائية في دخول بعض مؤسسات طباعة التقاويم إلى السوق السعودية من دون توافر دراسة جدوى اقتصادية أسهمت في حدوث فجوة في هذه السوق، ما أدى إلى تكبدهم خسائر تسببت في خلخلة سوق التقاويم. من جهته، كشف ياسر العلي (عامل في مؤسسة للطباعة والإعلان)، أن الإقبال على سوق التقاويم في السعودية شهد انخفاضاً كبيراً، تجاوزت نسبته 30 في المئة. وعزا العلي ذلك إلى قلة الطلب من الشركات والمؤسسات الكبيرة على التقاويم، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الخشب والورق أسهم في ارتفاع بعض أنواع التقاويم، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن عالمياً. وأوضح أن شركته تحرص كل عام على طباعة عدد كبير يتجاوز 3000 نسخة من التقاويم الهجرية والميلادية بأشكال متنوعة، تتضمن بعضها الأحاديث النبوية ومواقيت الصلاة، مبيناً أن سوق التقاويم في السنة الحالية لن تجني الأرباح المتوقعة، بسبب كثرة شركات الطباعة والنشر، وعدم وجود أية دراسة ميدانية لحاجات وطلبات السوق، مشيراً إلى أن غالبية الشركات تطالب بطباعة التقاويم خلال هذه الفترة من العام، والتي تسبق بداية السنة الهجرية أو الميلادية، لتقديمها هدايا تروجية لعملائها.