شهدت منطقة حائل أمس موجة شديدة من الغبار أدت إلى تدني مستوى الرؤية، بسبب الأتربة المثارة والعوالق الترابية الشديدة، وأصبحت المنطقة أشبه بالظلام الدامس. وأخليت مدارس منطقة حائل من طلابها أمس الساعة ال 11 صباحاً بعد أن وصلت موجة غبار قادمةً من الشرق. وكانت إدارة تعليم حائل حذرت في موقعها من موجة الغبار، معتمدة على ما جاء في موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن مناطق السعودية ستتأثر بداية من يوم الاثنين إلى الأربعاء بتقلبات جوية ونشاط في الرياح السطحية (تصل سرعتها إلى 55 كيلومتراً في الساعة) يؤدي إلى إثارة الأتربة، قد تتحول إلى عواصف ترابية، ودعت الإدارة إلى أخذ الحيطة والحذر. وعلمت «الحياة» أن مستشفيات منطقة حائل في حال استنفار، لمواجهة تأثيرات موجة الغبار وتعمل على توزيع الكمامات على المراجعين، وأن بعض أقسام الطوارئ في المستشفيات الخاصة والحكومية استقبلت أعداداً متزايدة من مرضى الربو، ما اضطر الأطباء لتنويم بعض الحالات. وبناء على توجيهات صحة حائل قامت إدارة الطوارئ بتطبيق خطة الطوارئ المعدة قبل أيام والخاصة بالعواصف الرملية المتوقعة على جميع المرافق الصحية. في المقابل، أكدت الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في منطقة الجوف أن الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة حالياً لا تستدعي صرف الطلاب من مدارسهم. وشددت في بيان صحافي صدر صباح أمس على أن سلامة وصحة الطلاب من أهم أولوياتها، لافتاً إلى أن بقاء الطلاب في مدارسهم في هذه الأجواء المغبرة أولى من صرفهم إلى منازلهم. وأشار البيان إلى أن الطلاب الذين يعانون من مشكلات في التنفس يتم استدعاء أولياء أمورهم فوراً لنقلهم إلى منازلهم، أو إلى أقرب مستشفى إذا لزم الأمر. وفي الرياض، ناقش المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري مع 18 ممثلاً لجهات حكومية وسائل سرعة الاستجابة والتعامل مع موجة الغبار التي عمت معظم مناطق السعودية. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني الرائد عبدالله بن ثابت العرابي الحارثي، أن الفريق التويجري شدد خلال الاجتماع على أهمية التواصل والتنسيق المستمر بين الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ خطط تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ، من أجل أن تكون الاستعدادات والاستجابة في مستوى الحدث. وأشار إلى أن الاجتماع ناقش الاستعدادات والإجراءات التي اتخذت لمواجهة موجة الغبار، وما يترتب من آثار ناجمة عن هذه الموجة. وأضاف أنه تم استعراض مواضيع تحديث آلية عمل المنسقين بهذه الجهات، وآلية تطبيق خطط الطوارئ المعدة مسبقاً لمواجهة الأخطار الطبيعية والصناعية كافة، مع وضع أدلة إرشادية لكيفية التفاعل مع الحالات الطارئة، وكذلك أدلة لآلية المشاركة. ولفت الحارثي إلى أن المجتمعين توصلوا لعدد من التوصيات المهمة التي ستسهم في تطوير آلية العمل بين المنسقين، وبما يسهم في تنفيذ خطط الطوارئ عند الحاجة إليها.