وصلت رئيسة الهند براتيبا ديفيسينغ امس الى دمشق في «زيارة دولة» لسورية تستمر اربعة ايام بعد زيارتها دولة الإمارات، وذلك ضمن جهود الهند لعودة متجددة الى منطقة الشرق الاوسط وتفعيل العلاقات الاقتصادية والحصول على دعم لمساعيها للحصول على مقعد في مجلس الامن. ويتوقع ان يستقبل الرئيس بشار الاسد الرئيسة الهندية اليوم بعد مراسم الاستقبلال، كما تُعقد جلسة محادثات رسمية بين الجانبين، على ان يوقع مسؤولون في البلدين لاحقاً في هيئة تخطيط الدولة اتفاقات للتعاون بين «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) و «الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون» الحكوميتين ونظيرتهما في الهند، اضافة الى البروتوكول التنفيذي للاتفاق الثقافي. كما تجرى اتصالات للتحضير لتوقيع اتفاقات اقتصادية اخرى بين البلدين. ونقلت «سانا» عن باتيل قولها عشية الوصول الى دمشق ان انتخاب الهند عضواً غير دائم في مجلس الأمن يلقي على عاتقها مسؤوليات خاصة، وهي ملتزمة المشاركة الكاملة والفاعلة في الكثير من القضايا المطروحة على مجلس الأمن، وأنها ستدعم كل التحركات التي تهدف إلى حلول شاملة تستند الى قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وزادت ان بلادها ستواصل العمل مع سورية ودول أخرى لتحقيق إصلاحات شاملة في مجلس الأمن ليكون هناك تمثيل لأصوات الدول النامية في المجلس وزيادة فاعليته وشرعيته وصدقيته. وكان الأسد زار الهند في حزيران (يونيو) عام 2008 وأجرى لقاءات مع باتيل ورئيس الوزراء مانموهان سينغ ووزير الخارجية برناب موخرجي تم خلالها بحث «تعميق العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة وزيادة حجم التبادل التجاري وإقامة المزيد من المشاريع الاقتصادية المشتركة». ووقع البلدان قبل اسابيع مذكرة تفاهم لتطوير قطاع الفوسفات والأسمدة لإنتاج حمض الفوسفور والأسمدة الفوسفاتية المختلفة لتغطية حاجات سوقي البلدين. وشارك الرئيس الراحل حافظ الاسد في قمة عدم الانحياز عام 1983 بعد زيارته الثنائية عام 1978. ونقلت «سانا» عن باتيل قولها ان بلادها باعتبارها إحدى الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، «لا تزال ملتزمة مبادئها وأهدافها وستسعى إلى تعزيز دور الحركة في التعامل مع التحديات المعاصرة التي تواجه الدول النامية». ويتضمن برنامج ديفيسينغ إجراء محادثات مع رئيس الوزراء محمد ناجي عطري ورئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الابرش ولقاء الجالية الهندية في سورية وحضور تأسيس مجلس رجال الاعمال المشترك غداً، اضافة الى زيارة «المركز الدولي للبحوث الزراعية في الاراضي الجافة» (ايكاردا) في حلب شمال البلاد. ويسعى البلدان الى رفع قيمة التبادل التجاري البالغة حالياً نحو 400 مليون دولار وزيادة الاستثمارات الهندية المقدرة بنحو 600 مليون، بعد شراء «الشركة الوطنية الهندية للنفط» و «الشركة الوطنية الصينية للنفط» حصة «بتروكندا» في «الشركة السورية للنفط» (الفرات) البالغة 37 في المئة بقيمة 573 مليون دولار. وقالت باتيل ان أجواء الاستثمار في كلا البلدين مشجعة وجيدة، مشيرة الى انها ستلتقي رجال الأعمال والصناعيين السوريين لكشف آفاق جديدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطويرها بين سورية والهند.