على بعد أمتار عدة، وإلى جانب إحدى المكتبات في المنطقة المركزية للمسجد النبوي الشريف، يلفت انتباه المارة في تلك المنطقة إقبال الحجاج الكثيف على شراء المصحف المرتل بصوت أحد أئمة المسجد الحرام لما يجدون في صوته من عذوبة وصفاء، فضلاً عما يحمله من معانٍ كبيرة كأفضل هدية يقدمها الحاج أو الحاجة إلى مستقبليهم في بلدانهم بوصفها آتية من طيبة الطيبة، بخلاف إمكان اقتنائه مقابل قيمته التي لا تزيد على 10 ريالات. وأوضح أحد التجار في المنطقة المركزية علي سمان ل«الحياة» أن السبح والسجاد والهدايا التذكارية التي يقبل على شرائها الحجاج والزوار بأعداد كبيرة كذكرى من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم تلقى رواجاً وانتعاشاً كبيراً في مبيعاتهم، مضيفاً أنهم يستوردون مختلف أنواع السبح (بلاستيكية، وخشبية، وأحجار كريمة) لإرضاء وتحقيق رغبة زبائنهم من ضيوف الرحمن، وبأسعار متدرجة تبدأ من ريال واحد إلى ألف ريال، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأسواق والمراكز التجارية في المدينةالمنورة التي استعدت لتأمين مستلزمات الحجاج كافة خصوصاً القريبة من المسجد النبوي الشريف، إضافة إلى الأسواق والمراكز التجارية المنتشرة في مختلف أنحاء المدينةالمنورة (قباء، وبلال، والمدينة الدولي)، وغيرها من الأسواق والمراكز التجارية التي تضم مختلف المحال التجارية التي تؤمن حاجات الحجاج والزوار والمواطنين. وفي الطرف الآخر، تقبل النساء على متاجر بيع المجوهرات، وهن يتفحصن الأسعار ويبتعن ما طاب لهن من الذهب من المملكة إذ إنه مقصد لكثير من ضيوف الرحمن لكلفة شرائه وجودته وجمال تصميمه. وفي هذا الصدد، أكد بائع المجوهرات عمر سنوسي أن سوق الذهب يشهد زيادة في حجم مبيعاته على رغم ارتفاع أسعاره عالمياً خلال هذه الفترة. وعبّر الحاج المصري محمد سنبل الذي يؤدي المناسك للمرة الأولى ل«الحياة» عن التطور الكبير الذي شاهده في المدينةالمنورة خصوصاً توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف، وقال: «تبيّنتُ خلال تجولي في الأسواق الكثيرة توافر مختلف السلع وبأسعار معقولة تمكن أي حاج أو زائر اقتناءها كل بحسب إمكاناته». من جهته، عزا الحاج السوداني موسي سليمان توافر أنواع السلع المختلفة في الأسواق إلى القوة الاقتصادية التي تحظى بها المملكة، مشيراً إلى أن التنظيم المتطور لهذه الأسواق خصوصاً المحيطة بالمسجد النبوي الشريف جعل منها مواقع عالمية. وفي خضم ذلك، تضع بعض المحال تحت سقفها مئات المعروضات المخفضة من المستلزمات الشخصية والكمالية والهدايا، ما دفع إليها الكثير من المتبضعين من الحجيج لتنوع معروضاتها وزهادة سعرها مما يمكنهم من شراء جملة من الهدايا للأهل والأصدقاء حين يأتون لتهنئتهم بسلامة الوصول. ووفقاً للتجار، سجل حجاج الدول العربية والأفريقية أقوى معدلات الشراء يليهم حجاج آسيا، ويشير تاجر الأجهزة الكهربائية عبدالسلام صبري إلى أن الحجاج يقبلون على شراء الأجهزة التي لديه من تلفزيونات ومسجلات وفيديوهات خصوصاً الإيرانيين الذين وصفهم ب«رواد هذه الأسواق» لارتفاع نسبة الشراء لديهم لهذه الأجهزة. وحول رقابة الأسواق وخلوها من الغش، أكد مدير فرع وزارة التجارة والصناعة في المدينةالمنورة خالد قمقمجي ل«الحياة» أن جميع المحال التجارية تخضع للمراقبة والمتابعة من اللجان والمراقبين الميدانيين الذين ينفذون جولات مكثفة على مدار الساعة للتأكد من الالتزام بالأسعار وخدمة ضيوف الرحمن وراحتهم.