تمّ أمس، التسليم والتسلم بين قيادات المؤسستين الأمنيتين الأكبر في لبنان: الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وذلك غداة التعيينات التي صدرت عن مجلس الوزراء. وعبّر قائد الجيش الجديد العماد جوزيف عون في كلمة له بعد تسلم الأمانة من سلفه العماد جان قهوجي عن «اعتزازه بالثقة التي أولاها إياه رئيس الجمهورية ميشال عون ومقام مجلس الوزراء»، منوهاً «بجهود العماد قهوجي المبذولة طوال فترة تسلمه قيادة الجيش، وإنجازاته الكبيرة خصوصاً في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ما أسهم في حماية الوطن من الأزمات الإقليمية وتداعياتها»، وذلك بفضل «صواب رؤيتكم ووسع بصيرتكم، وصبركم اللامحدود على مواجهة المصاعب». وأكد السعي إلى «التطوير والتحديث في إطار الحفاظ على الثوابت والمبادئ والقيم العسكرية التي تعتبر بمنزلة البوصلة». وعاهد على «عمل كلّ ما بوسعي لتبقى هذه المؤسسة الضمانة الأكيدة لحماية وحدة لبنان والحفاظ على سيادته واستقلاله وكرامة شعبه، واستكمال تطوير قدراتها، عديداً وعتاداً وسلاحاً وتدريباً، لتكون جاهزة في أيّ ظرفٍ من الظروف للدفاع عن لبنان في مواجهة أعداء الوطن وفي مقدّمهم العدوّ الإسرائيلي على الحدود الجنوبية والإرهاب وخلاياه على الحدود الشرقية وفي أيّ منطقة من مناطق الوطن». كما عاهد على أن «أحافظ على مكانتها المؤسساتية، كنموذج رائد للعمل المؤسساتي في الدولة، لجهة تطبيق معايير الكفاءة والنزاهة، في التطويع والترقيات والتشكيلات وإدارة المال العام وتحصين أفرادها على المستويين المهني والأخلاقي، في مقابل السهر على تأمين الحماية الاجتماعية لهم ولأفراد عائلاتهم، وحياة معيشية كريمة تليق بجهودهم وتضحياتهم وأن تبذل أقصى الجهود وبكلّ الوسائل الممكنة لتحرير العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، والسهر على بقاء المؤسسة، محصّنة من سموم الغرائز الطائفية والمذهبية والمناطقية». واعتبر قهوجي في كلمة «أنّ أمانة قيادة الجيش، ستكون حكماً في يدٍ أمينة، لما عرف في العماد عون من تبصّر وشجاعة وإقدام، وعلم وخبرة وثقافة عالية، وقبل كلّ شيء من التزام ومناقبية وتفانٍ في أداء المسؤولية والواجب». ووصف المؤسسة العسكرية ب «القلعة الوطنية العصيّة على الرياح وبالمدرسة الوطنية والأخلاقية التي لا تخترق». ووضع العماد عون إكليلاً من الزهر على نصب شهداء الجيش. وخلال تسلّم المدير العام الجديد لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الأمانة من سلفه اللواء ابراهيم بصبوص، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «التعاون بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري جدي وثابت ومستمر لخدمة البلد والدولة وكلاهما يقرأ في الكتاب ذاته الذي هو كتاب الدولة». وشدد على أن «مؤسسة قوى الأمن هي مؤسسة من الدولة ثابتة وناجحة وقادرة أياً كان مديرها العام وهي نموذج في عيون كل اللبنانيين». وتمنى على عثمان أن «يرث من اللواء بصبوص تفانيه ونزاهته في العمل ومن اللواء وسام الحسن وطنيته وصبره وقدرته على الاستيعاب». وقال: «اللواء عثمان قادر على الوطنية والمتابعة الدؤوبة ومبدأ الثواب والعقاب». ولفت اللواء بصبوص إلى أنه «كان لنا إنجازات لا تحصى في مجالات مكافحة الجريمة العادية والمنظمة والإرهابية حيث كان لشعبة المعلومات الدور الأساسي في كشف أسرار أصعب الجرائم وتوقيف مرتكبيها وتجنيب لبنان العديد من الويلات من طريق العمليات الاستباقية التي نفذت وستنفذ بالتنسيق مع الجيش والقوى الأمنية، والتي أسفرت عن تفكيك الكثير من الخلايا النائمة وخلايا التجسس وتوقيف العديد من الاهاريين». اللواء عثمان: مكافحة الارهاب وعاهد اللواء عثمان على «متابعة المسيرة للمضي قدماً في المؤسسة وتحمل كامل المسؤولية التي ستلقى على عاتقي خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن وما يحيطه من أخطار». واستذكر «اللواء الشهيد وسام الحسن الذي كان أول من يستحق هذا المنصب كونه أخذ على عاتقه حفظ أمن البلد ودرء الاخطار التي تهدده». كما عاهد على «متابعة سياسة مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين، وتطوير وتنمية العلاقة بين رجال قوى الأمن الدخلي والمواطنين، العمل على الالتزام الكلي بالمناقبية العسكرية والابتعاد من المحسوبيات والارتباطات السياسية وجعل شعار المؤسسة العمل لكل لبنان للمساهمة في بناء الدولة الفاعلة، الاستمرار والتطوير في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم». وأكد «الاستمرار بالعمل وفق قناعاتي، متبعاً نهج الإكثار من العمل والتقليل من الكلام والتي أثبتت جدواها وفاعليتها في المجال الأمني». وزار اللواء عثمان ضريحي الرئيس رفيق الحريري واللواء وسام الحسن ورفاقهما. وكان رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزيف مسلم أكد في الكلمة الافتتاحية أن «الأمن انتصر في لبنان»، مشيراً إلى «اننا نشهد استكمال مسيرة قوى الأمن الداخلي في الارتقاء والتجدد، مسيرة التوزان الأمني الذي اشتهاه لبنان على امتداد الظروف الصعبة». وقال: «إن مؤسستنا ما زالت تؤكد حضورها في المعادلة الوطنية كأنها توسم تاريخ الأمن بروح جديدة متطورة ملؤها الثقة برجالها». السفارة الفرنسية تهنئ وغردت السفارة الفرنسية لدى لبنان عبر «تويتر» تعليقاً على التعيينات العسكرية. وذكرت أن «فرنسا تحيي تسمية الجنرال جوزيف عون قائداً للجيش وتؤكد أن التعاون مع المؤسسة العسكرية وتقديم الدعم لها هما من أولوياتها. وهي تشكر العماد قهوجي الذي كان شريكاً وفياً لها»، مؤكدة «الثقة المتبادلة بين الجيشين». وأعربت تغريدة أخرى عن «ثقة فرنسا بأن التعاون الذي أرسي مع اللواء بصبوص سيكمل مع خلفه اللواء عثمان».