انطلقت فاعليات الدورة الأولى لمهرجان «شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية» الذي يُعقد في الفترة من 5-11 آذار (مارس) الجاري، إذ احتضنت مدينة «السلام» تحت سمائها مبدعين وفنانين من أهل السينما العربية والأوروبية. نظم المهرجان مؤسسة نون للثقافة والفنون برئاسة الدكتورة ماجدة واصف، وهي تضم في عضويتها المخرج داوود عبدالسيد، والناقد يوسف شريف رزق الله، والناقدة ماجدة موريس، والكاتب الصحافي جمال زايدة. وكان المهرجان قد عُقد لأربع دورات متتالية في مدينة الأقصر (جنوب مصر) تحت اسم (مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية)، إلا أنه تقرر أن ينتقل إلى مدينة شرم الشيخ السياحية لدعم الأنشطة الثقافية والسينمائية للمدينة الهادئة، لاسيما أن مدينة الأقصر تشهد انعقاد مهرجان آخر للسينما الأفريقية خلال الشهر ذاته. ودُشن حفل الافتتاح برعاية وزير الثقافة المصري حلمي النمنم ومحافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة بحضور نخبة من نجوم السينما العربية والأوروبية. يتولى رئاسة المهرجان الكاتب جمال زايدة وأهديت هذه الدورة للمخرج الراحل الدكتور محمد كامل القليوبي الذي وافته المنية قبل أسابيع من الانعقاد، إذ كان رئيساً لمؤسسة «نون» التي تتولى تنظيم الفاعلية، واختيرت الدكتورة نوال السعداوي رئيساً شرفياً للمهرجان، وشهدت احتفالية الافتتاح تكريم النجمة المصرية نبيلة عبيد والمخرج التشيخي يوري مينزل الحائز على جائزة الأوسكار. أنظار العالم وخلال كلمته، قال رئيس المهرجان جمال زايدة إن «شرم الشيخ كانت وما زالت محط أنظار العالم، ففيها حدثت مفاوضات السلام وشهدنا فيها قمماً سياسية على أعلى مستوى بين قادة العالم، ومهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية جاء ليعيد حلم السينمائيين المصريين في أن تشهد تلك المدينة الواعدة مهرجاناً سينمائياً يليق بها، بعد أن شهدت مصر عدداً من مهرجانات السينما في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والأقصر وأسوان وغيرها من المدن المصرية». بينما أعربت النجمة نبيلة عبيد عن امتنانها وسعادتها بهذا التكريم. وعرض عقب حفل الافتتاح فيلم «فرانتز» الذي تدور حوادثه عقب الحرب العالمية الأولى، وهو إنتاج فرنسي – ألماني مشترك. من إخراج الفرنسي فرانسوا أوزون ويدور الفيلم حول أدريان وهو جندي فرنسي يصل إلى بلدة ألمانية، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة، لوضع الزهور على قبر فرانتز، الذي لقي حتفه في الحرب وليتعرف إلى والدي فرانتز وخطيبته آنا، إلا أن الأسرار والحقائق تبدأ تنكشف تدريجياً، حول صلته الحقيقية بفرانتز. لجان التحكيم والأفلام المشاركة وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المخرج التشيخي يوري مينزل كرئيس مع عضوية المخرج والسيناريست الروسي إلكسندر بروشكين، والفنان المصري سمير صبري، والمؤلف الموسيقي المصري تامر كروان، والبولندية ماوجورجاتا سادوفسكا، والصحافية والناقدة البريطانية ليزا فورمان. بينما تضم لجنة الأفلام القصيرة المخرج المصري سعد هنداوي رئيساً لها، والكاتبة والناقدة الصحافية الألمانية باربرا لوري والناقد الجزائري عبدالكريم القادري. ويشارك في المسابقة الدولية للأفلام الطويلة 11 فيلماً من 14 دولة، وهذه الأفلام هي: «أسعد يوم في حياة أوللي ماكي» «فنلندا، ألمانيا والسويد» واليتيمة «حفرنسا» وجلوري «بلغاريا واليونان» وربيع «لبنان، فرنسا، قطر والإمارات» وغدوة حي «تونس» وفرانتز «ألمانياوفرنسا» وعلي معزة وإبراهيم «مصر والإمارات وفرنسا» وليس الوقت المناسب «المجر» ويا عمري «لبنان» ومازلت أختبئ لأدخن «الجزائر، اليونان وفرنسا» وزوولوجي «روسيا، فرنساوألمانيا». كما يشارك في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة 17 فيلماً من 19 دولة منها: «منزل جديد» من سلوفينيا و «أرواح التوت البري» من لاتفيا و «روابط قريبة» من بولندا و«احتفال» من إسبانيا و«عسل وجبن قديم» من المغرب وهولندا و«في الغابة» من سويسرا و«أسبوع ويومان» من مصر، و«سارا وينشيستر» من فرنسا و«الساطور» من المملكة المتحدة و«الببغاء» من الأردنوألمانيا و«فالبارايسو» من إيطاليا و«سيدة صغيرة» من البرتغال... ويقدم المهرجان برنامجاً خاصاً للسينما التشيخية بوصفها ضيف شرف التظاهرة الفنية وتعرض خلاله خمسة أفلام تمثل الموجة التشيخية الجديدة وتنوعها وهي: «الأقحوانات» و«ماس الليل» و«أنوار حميمة» و«كرة رجل الإطفاء» و«قطارات تحت الحراسة المشددة». ندوات كما تقام على هامش المهرجان عدة ندوات إحداها لتكريم ضيف شرف المهرجان نبيلة عبيد وأدارها الناقد السينمائي نادر عدلي، وندوة أخرى لتكريم المخرج الراحل الدكتور محمد كامل القليوبي رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون، وندوة المخرج التشيخي الكبير يوري مينزل، وندوة حول مشاكل توزيع الأفلام الأوروبية في الدول العربية، وندوة حول «موجة السينما التشيخية الجديدة» بحضور الناقد ورئيس مركز الفيلم التشيخي مايكل بريجانت، وندوة «الإنتاج المشترك بين السينما العربية والأوروبية» بحضور شخصيات سينمائية بارزة بينها الدكتور محمد العدل، المنتج محمد حفظي، الفنانة التونسية أنيسة داوود، والمنتج الفرنسي نيكولا لوبرتير. وتقام أيضاً على هامش المهرجان ورشة الفنان سعيد شيمي للتصوير السينمائي تحت الماء والتي استمرت لمدة أربعة أيام.