تأرجح سعر صرف «اليورو المريض» امام 20 عملة دولية بعدما لامس امس ادنى مستوياته منذ شهرين من دون ان يستفيد من الازمة الكورية في حين اثبت الدولار الهزيل انه لا يزال «عملة الملاذ» في الازمات السياسية والاقتصادية، ولم يحقق مستوى 1.34 دولار المستهدف بعد خسائره في الاسبوعين الماضيين وتراجعه الى 1.3284 دولار. وأظهرت ازمتا اليونان المالية، ولاحقاً الايرلندية، القوة الهشة للعملة الاوروبية الموحدة خصوصاً ان مصارف منطقة اليورو مكشوفة باكثر من ثلاثة تريليونات دولار على الديون السيادية، منها 500 بليون في ايرلندا وحدها، والباقي في اسبانيا والبرتغال وحتى في المانيا نفسها. وبعدما اصبحت الديون المصرفية تهدد مستقبل اليورو تمسكت المستشارة الالمانية انغيلا مركل بدعوة شركائها في منطقة اليورو الى اشراك القطاع الخاص في آلية حل الازمة. وقالت مركل في مجلس النواب الالماني «ان الذين يكسبون الاموال من معدلات الفوائد المرتفعة والسندات السيادية يجب ان يتحملوا ايضا المخاطر بدلاً من تحميلها لدافعي الضرائب وحدهم». ويقول مايكل هيوسون محلل الاسواق والقطع في «سي ام سي ماركتس» ان الاسواق بدأت تتعامل مع الازمة بقلق شديد «بعدما بدا ان الازمة الايرلندية، وبوادر الازمة المقبلة في البرتغال او اسبانيا، تُظهر فقدان قادة الاتحاد الاوروبي ومسؤوليه الماليين القدرة على التحكم في مسارات الانقاذ». واتهمت جين فولي من «رابو بنك انترناشيونال» مستشارة المانيا بان حديثها عن ان «اليورو في خطر زاد في عدم اليقين وعزز الاعتقاد بان منطقة اليورو تدخل في نفق مظلم». لكن نيل مكينون الاستراتيجي في مركز «في تي بي كابيتال» قال «ان الانطباع لدى شريحة من المستثمرين يقود الى ان منطقة اليورو ستنقبض وان المانيا قد لا تصر، في حال تطور ازمتي الديون في اسبانيا والبرتغال، على دعم البلدين»، ما قد يعني بداية تحلل دول منطقة اليورو او تفكك ارتباطها بعملة موحدة. وفي دبلن كشفت الحكومة الايرلندية امس تفاصيل خطة تقشف ترمي الى توفير 15 بليون يورو من الآن حتى 2014، ما قد يمهد لمنحها مساعدة من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.