حذر اختصاصي اجتماعي من خطورة حرمان الأطفال من مصروفهم اليومي في المدارس، لأنه يوجد لديهم الشعور بالدونية، ويجعلهم شخصيات ناقمة غير منتمية للمجتمع، ومستعدة للانحراف الباكر، مطالباً بخلق حلول لاستيعاب مثل هؤلاء الطلاب، وإيجاد وظيفة لمختص اجتماعي في كل مدرسة، وتفعيل بعض البرامج التي تراعي نفسياتهم، في حين أكدت وزارة التربية والتعليم وجود إعانات معينة للطلاب المحتاجين، ووظيفة المرشد الطلابي هي الأصلح لمتابعة تلك الحالات، إلى جانب دور الجمعيات الخيرية بالتكفل بالمصروف المدرسي، وتقديم القروض المادية. وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالله الحماد ل«الحياة»: «قد يتعرض الطالب للعنف النفسي داخل المدرسة لعدم توافر المصروف المدرسي الكافي، ويشعر بالدونية والنقص أمام زملائه الطلاب، وبالتالي من الممكن أن ينعزل هذا الطفل عن المشاركة في الأنشطة المدرسية والخروج أوقات الفسح لعدم مقدرته على أن يكون بمستوى زملائه، ما ينعكس سلباً على مسيرته الدراسية، ويعرضه لصدمة ومعاناة نفسية»، مضيفاً أن الحرمان من المصروف سبب في الانحراف الباكر، وبناء الشخصية الناقمة غير المنتمية للمدرسة والمجتمع، وعلى المعلمين الانتباه لمثل تلك الأوضاع، وتوجيه الطالب إلى إدارة المدرسة بطريقة لا تجرحه أو تحرجه أمام زملائه. وطالب بإعادة النظر في بعض وظائف وزارة التربية والتعليم لعدم وجود شخص مؤهل بمثل تلك الموضوعات كالاختصاصي الاجتماعي، إذ إن الإرشاد الطلابي الموجود حالياً لا يحقق الغرض نفسه، لأن دوره يقوم على قياس درجات الطلاب وإجراءات دراسية لمستوياتهم في المدرسة، أما دور الإخصائي الاجتماعي فهو دراسة الجوانب الاجتماعية والنفسية للطالب، داعياً إلى تمديد فترة استقبال الطلاب المستجدين وتفعيل حصة النشاط الطلابي لتشجيع البرامج الجماعية والتطوعية لخلق شخصية الطالب الفاعل. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني أن الإعانات التي تقدمها الوزارة لا تزال مستمرة لتشجيع الطلاب والطالبات وإعانتهم لتجاوز بعض الظروف الخاصة التي تعوق مواصلة مسيرتهم التعليمية، مثل «بدل اغتراب» التي تقدم لمن يدرسون بعيداً عن مدارسهم، وإعانة أبناء المعلمين المتوفين، وإعانة طلاب مدارس القرى النائية، وإعانات المصابين وما يختص بالتربية الخاصة والتخطيط، مشيراً إلى أن ذلك يتم بالتنسيق مع المرشد الطلابي الذي يفعل العملية الاجتماعية والإرشادية وفق خصائص الطلاب النفسية والاجتماعية والتربوية. بدورها، ذكرت المشرفة الاجتماعية على الجمعيات الخيرية في المنطقة الوسطي سماره ظاظا أن الجمعيات تصرف مساعدات للطلاب والطالبات بالتنسيق مع المرشدين والمرشدات، بدءاً من المواد الغذائية إلى الحقيبة المدرسية الكاملة والملابس والأحذية، وتسدد وتغطي المنح الدراسية ورسوم المدارس الأهلية والدورات والبرامج التدريبية، لافتة إلى أن بعض الجمعيات تخصص إعانة مقطوعة لبعض الأسر لتستفيد من قيمة الإعانة للمصروف المدرسي، بهدف تحقيق التدريب المنتهي بالتوظيف لمساعدة الأسرة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لها.