يبدو أن اليمنيين غير مقتنعين بعملية تدعيم صفوف منتخبهم الوطني الأول لكرة القدم بعناصر كروية من خارج البلاد (لاعبين مجنّسين)، أسوة ببعض الدول التي دعمت صفوف منتخباتها بلاعبين من جنسيات أخرى، بعدما منحتهم جنسية جديدة، إذ طالبت الجماهير اليمنية ببناء قاعدة صلبة من اللاعبين اليمنيين، والعمل على إنشاء وتشييد مراكز لتعليم كرة القدم، حتى تكون رافداً كبيراً للمنتخب الأول، إضافة إلى الاستعانة باللاعبين اليمنيين «المولدين» في بعض الدول الخليجية، كالسعودية مثلاً، خصوصاً إنهم تمرسوا كثيراً ومنذ سن باكرة على لعب كرة القدم خارج اليمن، إذ قال المشجع اليمني محمد الفطام: «قبل ما نتحدث عن الاستعانة بلاعبين مجنسين، اليمن لديها عدد كبير من التعداد السكاني، سواء المواطنين المقيمين أم الذين يقطنون خارج البلاد في دول عدة، والأهم من ذلك هو بناء مراكز لتعليم كرة القدم بعدما تم تشييد ملاعب كروية جديدة لبطولة كأس الخليج، لذا يجب الاستفادة منها وألا يتم إغلاقها بعد بطولة الخليج وتصبح مهجورة، كما أنه يجب جلب اللاعبين اليمنيين الذين يعيشون خارج البلاد وصقلهم فنياً عبر أجهزة تدريب متخصصة في هذا الشأن، حتى نبني قاعدة كروية صلبة للمنتخب ومن ثم ننافس على البطولات». وأضاف: «عمان كان كمنتخب في كأس الخليج حملاً وديعاً للمنتخبات الأخرى وكان يتلقى الخسائر بنتائج كبيرة، لكنهم عملوا كثيراً وطويلاً وخططوا وأنجزوا، والآن عمان هو حامل لقب بطل كأس الخليج في نسخته الماضية، وعلينا الاستعانة بتجارب الإخوة العمانيين والتجارب الأخرى، وذلك ليس عيباً، وهذا الأمر أفضل بكثير من عملية التجنيس». بينما قال المشجع غازي بن سعيد: «التجنيس ليس حلاً مناسباً لدولة مثل اليمن لديها كثافة سكانية كبيرة، كما أن التجنيس لا يجلب الإخلاص والانتماء للوطن، فاللاعب المجنس لا يقدم ما يقدمه اللاعب الوطني، كما أن اليمن في حاجة لعمل كبير جداً، ويجب ألا نغامر ونحن لا نملك مقومات وأساسيات العمل الرياضي، نحتاج في اليمن للتخطيط السليم وللملاعب والمدربين الأجانب المتخصصين في صناعة اللاعبين، فكرة القدم أصبحت صناعة والصناعة تحتاج إلى مقومات عدة». وأضاف: «اليمن لا بد أن يمد يده لشبابه وأن يفتح لهم الملاعب والمنشآت وأن يدعمهم، فالبناء مهم وإذا لم نملك قاعدة صلبة من اللاعبين الموهوبين فلن نساير الآخرين». كما قال المشجع عبداللطيف الطالبي: «لنكن واقعيين، اليمن بحاجة للكثير والكثير حتى يصل لما وصل إليه الآخرون، فالرياضة الآن تعد صناعة واقتصاداً وبناء طويلاً، فلنأخذ تجارب الكوريين، خصوصاً كوريا الشمالية لنعمل مثلهم، فهم لم يجنسوا أحداً من خارج وطنهم، وعملوا لسنوات عدة ومن ثم نجحوا، ونحن في حاجة لعمل ولسنوات طويلة حتى نصل إلى ما وصلوا إليه، ولو خليجياً». من جهته، رفض إداري منتخب اليمن عبدالوهاب الزرقة تجنيس لاعبين أجانب في المنتخب اليمني، وقال: «عدد سكان البلاد يفوق 23 مليون نسمة، والمواهب اليمنية متوافرة داخل البلاد وخارجها، لذا يجب الاهتمام بهم أولاً، والتجنيس أرى أنه عملية موقتة لا تأتي ثمارها عاجلاً، خصوصاً أن منتخب اليمن بحاجة للدعم والاهتمام بشكل كبير في قاعدته الكروية».