وصف رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية المفاوضات التي تجريها منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل بأنها «عبث بالمصالح الوطنية العليا» للشعب الفلسطيني، معتبراً أن المصالحة بحاجة الى «تهيئة الأجواء». وقال هنية لدى استقباله وفداً رفيعاً من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في غزة أمس إن «المصالحة بحاجة إلى أمرين مهمين، هما الشراكة الحقيقية وتهيئة الأجواء، خصوصاً في ضوء ما يجري في الضفة الغربية من إجراءات خارجة على كل فكر وطني». وناقش هنية مع الوفد الذي رأسه عضو المكتب السياسي للجبهة صالح زيدان قضايا عدة، أبرزها المفاوضات وعملية المصالحة والحوار الداخلي، إضافة إلى بعض القضايا الداخلية ذات الاهتمام المشترك. واعتبر أن «استمرار المفاوضات عبث بالمصالح الوطنية العليا، ولا يخدم سوى الاحتلال، الذي يستخدمها لتسويق نفسه للرأي العام الدولي، ويتخذ منها غطاء لعمليات التهويد المتسارع للأرض الفلسطينية، خصوصاً في مدينة القدسالمحتلة». وشدد زيدان على «مخاطر الاستمرار في عملية المفاوضات، خصوصاً في ظل استمرار الاستيطان والضمانات الأميركية (لإسرائيل)»، مشدداً على «ضرورة إيجاد إستراتيجية بديلة تتضمن استنهاض الموقف الفلسطيني والعربي والدولي». وذكرت الجبهة في بيان، أن وفدها أكّد «ضرورة التمسك بوقف المفاوضات حتى وقف الاستيطان، واستناد المفاوضات إلى مرجعية القرارات الدولية لفتح أفق ناضج للعملية السياسية». وأضافت أن الوفد «حذّر من مخاطر الصفقة الأميركية الإسرائيلية بتقديم واشنطن امتيازات أمنية غير مسبوقة لإسرائيل واسترضاءات وتفاهمات على حساب الحقوق الفلسطينية لعرقلة الطريق أمام البدائل والخيارات الفلسطينية للحصول على تأييد دولي للحقوق الفلسطينية وإعلان الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967 وعاصمتها القدس، والضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ومحاسبتها على جرائمها».