أشارت دراسة جديدة إلى أن من يعانون من البدانة في الولاياتالمتحدة الأميركية، قد لا يتلقون في نهاية حياتهم العناية التي يتلقاها أقرانهم النحفاء أو ذوو الأوزان العادية. وقال كبير الباحثين في الدراسة التي نشرت في دورية "أنالز أوف إنترنال ميدسين" من كلية الطب في جامعة بتسبرج، جون هاريس، في ولاية بنسلفانيا: "من يعانون من البدانة يستحقون رعاية فائقة، لكنهم قد لا يتلقونها في نهاية حياتهم". وأشار إلى أن البدانة قد تتسبب في تحديات فنية ولوجستية خلال إجراء الفحوصات وإجراءات طبية معينة. ووفقاً لبيانات المراكز الأميركية للتحكم والوقاية من الأمراض، أكثر من ثلث البالغين في الولاياتالمتحدة بدينون. وأظهر الباحثون أن احتمالات تسجيل المرضى البدناء في دور للرعاية قبل وفاتهم تقل عن غيرهم، بالاضافة إلى أن الوقت الذي يقضونه في دور الرعاية أقل مقارنة بغيرهم، فضلاً عن احتمالات وفاتهم في منازلهم أقل ممن هم أنحف منهم، كما أن تكلفة تلقي الرعاية في نهاية الحياة أعلى بالنسبة لهم عن غيرهم. وجمع الباحثون في الدراسة بيانات بين عامي 1998 و 2012 عن آخر ستة أشهر من حياة خمسة آلاف و677 شخصاً، مشمولين ببرنامج الرعاية الطبية "ميديكير"، وهو برنامج تأمين صحي حكومي للمسنين والمعاقين، ولا يقيم أي منهم في دور رعاية أو مؤسسات صحية أخرى. وبناء على مؤشر كتلة الجسم (بي أم آي)، كان سبعة في المئة ممن شملتهم الدراسة أقل من الوزن المثالي، و44 في المئة أوزانهم عادية، و31 في المئة أوزانهم أعلى من الوزن المثالي، فيما كانت النسبة الباقية من البدناء. وخلص الباحثون إلى أن هناك احتمالية نسبتها 38 في المئة دخول ذوي الأوزان العادية لدور الرعاية في أواخر حياتهم، مقارنة بنسبة 23 في المئة من البدناء. وفي المرات التي تلقى فيها من يعانون من البدانة رعاية طبية أو تمريضية، كانت لوقت أقصر من تلك التي تلقاها ذوي الأوزان العادية. وقال هاريس: "يبدو أن هؤلاء الناس لم تدرج أسماؤهم على قوائم الرعاية، وإذا أدرجوا عليها فكان في وقت لاحق عن غيرهم"، مضيفاً: "يبدو أن الناس الذين يعانون من البدانة يحصلون على رعاية أقل نوعية في نهاية حياتهم"، مشدداً على أنظمة الرعاية الصحية أن تضمن تقديم ذات المستوى من الرعاية للجميع.