بيروت - رويترز - قالت محطة تلفزيون «سي بي سي نيوز» الكندية نقلاً عن مصادر التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري وعن وثائق حصلت عليها إن التحقيق توصل الى أن أعضاء من «حزب الله» كانوا وراء الاغتيال الذي وقع عام 2005. وقالت المحطة إن الأدلة التي جمعتها الشرطة اللبنانية وتلك التي جمعها في وقت لاحق محققون تابعون للأمم المتحدة «تؤشر في شكل قوي الى أن المفجرين من حزب الله». وذكرت «سي بي سي نيوز» انها حصلت على تسجيلات لمحادثات عبر الهواتف النقالة والاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من الأدلة التي تقع في جوهر القضية. كما قالت إن المحققين طلبوا في عام 2007 شركة بريطانية لتحليل الاتصالات الهاتفية التي جرت في لبنان في عام 2005، و «ما أظهره المحلل البريطاني كان أموراً لا تقل عن كشف فريق الاغتيال الذي نفذ عملية القتل أو على الأقل الهواتف التي كان المنفذون يحملونها في ذلك الوقت». ونقل التقرير الذي حصلت عليه المحطة عن التحقيقات التي قام بها النقيب في قوى الأمن الداخلي وسام عيد (الذي اغتيل في انفجار في مطلع عام 2008) انه استطاع الحصول على تسجيلات لاتصالات لمئات الهواتف الخليوية التي كانت في محيط فندق سان جورج قرب موقع الانفجار، ثم عمل على استبعاد الهواتف التي كان يحملها الأشخاص الاثنان والعشرون الذين قضوا في الانفجار وكذلك المقربين من الحريري وأولئك الذين سبق أن تم التحقيق معهم، وتوصل الى الهواتف «الحمراء» التي استخدمها فريق الاغتيال، وبمتابعة اتصالات هذه الهواتف ومقارنتها بالمناطق التي تجول فيها الحريري قبل اغتياله تبين أن حامليها كانوا يلاحقونه، كما كانوا فريقاً بالغ التنظيم وكانوا يتصلون ببعضهم بعضاً فقط، وبعد الاغتيال مباشرة توقفت هذه الهواتف عن العمل. ويضيف التقرير إن عيد توصل الى ثمانية هواتف أخرى كانت على اتصال بالهواتف «الحمراء» على مدى أشهر قبل الاغتيال، واكتشف النقيب عيد أن كل شخص من الفريق المكلف بالاغتيال كان يحمل هاتفاً آخر، وأن هذا الفريق كان يستخدم الهاتف الثاني للاتصال بشبكة أوسع كانت موجودة لأكثر من سنة، وأطلق المحققون على هذه المجموعة «الشبكة الزرقاء». وكانت هذه الشبكة أيضاً على درجة عالية من التنظيم، وبقيت هي أيضاً شبكة «مغلقة»، لكن أفراد هذه الشبكة أيضاً كانوا يحملون هواتف أخرى، وحصل الاختراق في التحقيق عندما تم إقفال هواتف الشبكة الزرقاء وقام بجمعها أحد الاختصاصيين في الاتصالات الإلكترونية يعمل لحساب «حزب الله» كما وصفه التقرير ويدعى عبد المجيد غملوش، فمع أن مهمته كانت إتلاف الهواتف لكنه وجد أن أحدها كانت بطاقته لا تزال صالحة فاتصل من خلاله بصديقته، وكان هذا الاتصال هو الذي أدى الى كشف هويته وهو ما قاد التحقيق أيضاً الى الأخوين حسين ومعين خريس اللذين كان أحدهما في موقع الانفجار. ومع استمرار النقيب عيد في تحقيقاته توصل كذلك الى شبكة ثالثة كانت مهمتها المراقبة وأطلق عليها الشبكة «الصفراء». ومن خلال هذه الهواتف اكتشف أيضاً أن كل اتصالات هذه الشبكات كانت تتم مع خطوط أرضية ثابتة تابعة لاحد المواقع الرئيسية في الضاحية الجنوبية من بيروت. وقال «حزب الله» أمس إن ليس لديه أي تعليق على تقرير «سي بي سي نيوز». ولم يتسن الحصول على تعليق من محققي الأممالمتحدة.