تأخرت نوايا مدرب المنتخب السعودي بيسيرو في إيضاح اعتماده على لاعبي الصف الثاني في "خليجي 20" إلى ما قبل الافتتاح بأيام قلائل، فقد تضاربت تصريحاته الإعلامية في الفترة الماضية وتناقضت مع تصريحات بعض المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم، كما غابت الشفافية مع الشارع الرياضي السعودي، فرأيناه تارة يعلن أنه سيشارك بالمنتخب الأولمبي، ثم رأيناه تارة أخرى يعلن أنه سيشارك بالفريق الأساسي، وفي النهاية اختار الحل الوسط بالمشاركة ببعض نجوم لاعبي الأندية في دوري زين السعودي، المصنفين حالياً بلاعبي الاحتياط على خريطة المنتخب السعودي الأول، وأعتقد - من وجهة نظر شخصية - أن إبعاد جميع لاعبي الخبرة المسمين بلاعبي الصف الأول لم يكن منطقياً عطفاً على الأعذار والمبررات التي يتحدث عنها المدرب في جميع مؤتمراته الصحفية، فالمنتخب السعودي مع بيسيرو ومنذ تجديد الثقة فيه عقب الخروج "المرير" من التصفيات المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا لم يشهد "الاستقرار" المنشود على مستوى اللاعبين المختارين، ولا في نوعية المباريات التجريبية التي من خلالها يطلع على مكامن الخلل والقوة في المنتخب، لذلك كانت "الأبواب" مفتوحة أمام أي لاعب للوصول للمنتخب الأول، وحينما نقول المنتخب السعودي الأول فهنا ننشد وجود اللاعبين القادرين على دعم صفوف المنتخب، وليس كما نتابع دخول لاعبين وخروجهم، وكأن المنتخب تحول إلى "حقل" تجارب أمام بيسيرو، فهذا المدرب ليس حديث عهد بالكرة السعودية، حتى يكون أكثر من نصف لاعبي الدوري السعودي دوليين بمباركة منه! فالكرة السعودية "الزاخرة" بلاعبين أفذاذ وعلى مستوى درجات الأندية بحاجة إلى جهاز تدريبي "يبدع" في انتقاء المميزين لصفوف "الأخضر" فقط، وأعتبر بيسيرو "محظوظاً" في تدريبه منتخباً يمتلك عوامل التفوق متى ما أجاد هو أو غيره عملية الاختيار والتنظيم، ولعل من الأمور غير "المثالية" ما تحدث فيه مدرب نادي النصر زينغا لوسائل الإعلام بعدم تواصل بيسيرو معه كواحد من مدربي الأندية، ويا ليت بيسيرو لم يقم بالرد على استغراب زينغا، لأن "تجاهل" مدرب يشرف على أكثر من لاعب في صفوف المنتخب حالياً بحجة حداثة عهده بالكرة السعودية لم يكن جواباً منطقياً ولا يمت للاحترافية بصلة! ولا أعلم ما السبب الرئيسي الذي "حفز" بيسيرو على إبعاد مدربي الأندية عن إيضاح وجهة نظرهم الفنية حول لاعبيهم المختارين لصفوف المنتخب، وأخذ رأيهم كإحدى الاستشارات أمامه، فعلى المستوى الشخصى تمنيت أن يكون المنتخب خلال مشاركته في دورة خليجي 20 مزيجاً من لاعبي الخبرة وبعض الوجوه الصاعدة من أجل وضع اللاعبين جميعاً في أجواء المنافسة، خصوصاً أن الفترة الفاصلة ما بين كأس الخليج ونهائيات كأس آسيا قصيرة جداً، وسيكون إعدادهم من خلال أجواء المنافسة الدولية أكثر فائدة من لعب ثلاث جولات ضمن دوري زين السعودي، ولا مجال هنا لقبول "أعذار" الإرهاق وخلافه، فلاعبو الشباب والهلال ممثلا الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا "فرغوا" بشكل كبير لمسابقة آسيا، وتم تأجيل عديد من المباريات، حتى إن دوري زين تم تأجيل ثلاث جولات منه بسبب مشاركة المنتخب الحالية، وهنا نتساءل: من أين يأتي الإرهاق ولاعبو الأندية بعيدون عن أجواء المباريات، بل إن خوض جلِّ لاعبي الصف الأول معسكراتٍ داخلية وخارجية مع أنديتهم في الفترة الحالية، ربما يخلق نوعاً من التداخل التدريبي ما بين الأندية والمنتخب في قوة أحمال وخلافها، بالذات أن التواصل مع الأجهزة الفنية في الأندية "خارج الخدمة موقتاً" بمباركة من بيسيرو؟ السؤال المهم هنا كيف ستسير الأمور لو لا قدر الله خرج المنتخب السعودي من دورة الخليج وكأس آسيا من دون تحقيق نتائج، هل إلغاء عقد المدرب سيكون الحل الوحيد كما جرت العادة أم نحتاج إلى "غربلة" شاملة؟ [email protected]