أكدت جماعة «الإخوان المسلمين» استمرارها في العملية الانتخابية على رغم تحميلها الحزب الوطني الحاكم وحكومته مسؤولية «ممارسة العنف ضد مرشحيها في انتخابات مجلس الشعب». وقال الناطق باسم الجماعة عضو مكتب الإرشاد الدكتور محمد مرسي إن «كل أنواع البطش والعنف مارستها السلطة ضد المرشحين المعارضين له بخاصة من الإخوان المسلمين خلال هذه الفترة من انتخابات مجلس الشعب، التي يخوضها الإخوان مع باقي الفصائل السياسية لتحقيق مصلحة الوطن»، معتبراً أن «مصر تمرُّ الآن بمرحلة في غاية الخطورة»، مؤكداً «وجود محاولات تجري لتزوير إرادة الناخبين، وهو ما يدل على عدم وجود رغبة لإحداث إصلاح سياسي». وأشار مرسي في مؤتمر صحافي عقد أمس إلى أن عددَ مرشحي الإخوان في الانتخابات بلغ 130 مرشحاً بينهم 13 امرأة يخضن الانتخابات على مقعد الكوتة في 26 محافظة، وقال: «إن الإخوان يقومون بالدعاية خلال هذه المرحلة من الانتخابات تحت قنابل الغاز المسيل للدموع». وفي شأن الجدل المحتدم بين الجماعة والسلطة في مصر حول شعارها التقليدي، أكد مرسي «أنه لم يصدر أي حكمٍ قضائي يُجرِّم شعار الإسلام هو الحل»، مؤكداً أنه «لا يمكن لأي قاضٍ مصري مسلم أو مسيحي أن يُصدر حكماً بتجريم الشعار». وشدد على أن اللجنة العليا للانتخابات «ليس من حقها إصدار أحكام على هذا الشعار». وقال عضو مكتب الإرشاد الناطق باسم الإخوان الدكتور عصام العريان في المؤتمر الصحافي نفسه: «إن تزوير الانتخابات يتم بمراحل متعددة؛ بدءاً من القيد الجماعي، وإمساك وزارة الداخلية بالجداول الانتخابية، ومروراً بمنع صور الدعاية للمرشحين، وانتهاء بالتزوير يوم الانتخابات وإعلان نتائج وهمية»، معتبراً أن «مشاركة الإخوان في الانتخابات تأتي لإصلاح العملية الانتخابية»، مشيراً إلى أن «الإخوان هيئة إسلامية جامعة، وشعار «الإسلام هو الحل» بالنسبة إليها أساسي، وهو ليس شعاراً دينياً، بل هو مشروع إصلاحي»، قائلاً: «الشعارات الفرعية التي رفعها بعض مرشحي الإخوان هي شرح لأجزاء ومضمون الشعار الأساسي الإسلام هو الحل». وعن موقف الإخوان من الرقابة الدولية، أكد العريان رفض جماعته الرقابة الدولية على الانتخابات، مشيراً إلى أن «الرقابة الدولية عبر المنظمات الدولية المعروفة والمنظمات التابعة للأمم المتحدة لا يمنعها الإخوان، وإنما يرفضون الرقابة من دولة بعينها، بخاصة إذا كانت هذه الدولة ترعى النُظم الاستبدادية»، معتبراً أن «مَن يخشى مراقبة الانتخابات هو مَن أدمن التزوير، ويسمح بالتدخل الأجنبي في كل شؤوننا». واستمرت أمس الحملات الأمنية التي تستهدف عناصر جماعة الإخوان إذ اعتقلت أجهزة الأمن نحو 70 من القيادات الإقليمية في حملة طاولت 6 محافظات. وأوضح محامي الإخوان عبدالمنعم عبدالمقصود أن من بين المعتقلين ثمانية من أعضاء المكاتب الإدارية للإخوان في محافظتي المنوفية (دلتا النيل) والإسكندرية (شمال البلاد)، مشيراً إلى أن «أجهزة الأمن دهمت جمعية المواساة، وهي جمعية تشرف على 6 مستشفيات مملوكة للإخوان في محافظة المنوفية، واعتقلت عدداً من أعضاء مجلس إدارة الجمعية، إضافة إلى مصادرة بعض الأوراق والمتعلقات».