غزة - أ ف ب - اعترضت إسرائيل على بناء مدرستين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فوق موقع مقر جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في مدينة غزة لأنها تخشى أن يستخدمه مقاتلو «حماس» لإطلاق الصواريخ. وأقامت «الأونروا» بالقرب من الموقع، الذي لم يبق فيه سوى أكوام من الرمال، غرفتين جاهزتين لعمال الورشة ووضعت بعض المعدات في عهدة حارس. وسيطر مقاتلو «حماس» على مقر الأمن الوقائي بعد هزيمة القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حزيران (يونيو) 2007، لكن الموقع تحول اليوم الى كومة كبيرة من الركام اثر القصف الإسرائيلي خلال الحرب على غزة في شتاء 2008 - 2009. وقال المتحدث باسم «الأونروا» كريس غونيس: «لقد فكرنا في بناء مدرستين لاستيعاب آلاف الطلاب في الموقع». وتدير «الأونروا» شبكة من المدارس في القطاع تستوعب أكثر من 200 ألف طالب. لكنها اضطرت في بداية العام الدراسي الى رفض تسجيل 40 ألف طالب بسبب نقص المدارس. وبدأت الوكالة في أيلول (سبتمبر) جملة من المشاريع بعد تخفيف إسرائيل الحصار على القطاع. وفي تموز (يوليو) أعلنت إسرائيل انها ستسمح مجدداً بادخال مواد البناء المخصصة لمشاريع توافق عليها السلطة الفلسطينية وتشرف عليها المنظمة الدولية. ولكن السلطات العسكرية الإسرائيلية اعترضت في تشرين الأول (اكتوبر) على بناء المدرستين في هذا الموقع. وقال غونيس إن منع بناء المدرستين يعني حرمان أربعة آلاف طفل من الدراسة في منطقة لا توجد فيها مدارس تابعة ل «الانروا». ولكن المتحدث باسم منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الكومندان غي انبار قال: «سمحنا ببناء 12 مدرسة من القائمة التي قدموها لنا، ما عدا مدرستين قريبتين من موقع لحماس». وأضاف: «لدينا معلومات تتحدث عن أنشطة لحماس في المكان»، من دون مزيد من التوضيح. لكنه قال انه يتوقع من «الأونروا» أن تقترح موقعاً آخر للمدرستين. وترتفع حول الموقع مبان سكنية لا تزال تحمل آثار قذائف أو شظايا. وعلى أطراف الموقع يعمل رجال ملتحون على كنس حطام في أرض مبنى رمادي متضرر من القصف. وفي مواجهة الموقع، يخرج طلاب من مدرسة حكومية مبنية بالطوب الأحمر، على بعد عشرات الأمتار من مستشفى القدس الذي باشرت فرنسا هذا العام بإعادة بناء قسم الطوارئ فيه بموافقة إسرائيل. وقال الكومندان انبار «بإمكان حماس أن تطلق صواريخ من هذا الموقع وعندما نرد عليها قد نوقع خسائر بين السكان». وأدى القصف الإسرائيلي لموقع قريب من مدرسة ل «الأونروا» احتمى فيها سكان من القصف خلال الحرب في كانون الثاني (يناير) 2009، الى مقتل 43 شخصاً. وتبادلت «حماس» وإسرائيل خلال الحرب الاتهامات باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وفجأة يسمع صوت ارتطام حديد فوق الحجارة ويظهر ولدان من بائعي الخردة الذين يجوبون قطاع غزة على عربتهم بحثاً بين الركام عن شيء يصلح للبيع. «ممنوع»، يصيح بهم الحارس الشاب. لكن عاملاً يدعهم يلتقطون بعض قطع الركام ويرحلون.