غابت اللجنة المكلفة من القيادة السياسية الفلسطينية تنفيذ وثيقة التفاهم في شأن الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة عن الأنظار أمس، وحصرت نشاطها بعد اختتام زياراتها للفاعليات السياسية في صيدا، بعقد اجتماعات مغلقة متواصلة داخل المخيم للتشاور في تشكيل القوة الأمنية المشتركة من الفصائل ال16 الوطنية والإسلامية وبصلاحيات كاملة. وتوقع نائب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح في اتصال مع «الحياة» أن تكتمل التشكيلة الاثنين المقبل «بعدما نكون أمنّا لها مراكز». وكانت الفصائل التي اجتمعت في مقر السفارة الفلسطينية قبل أيام غداة اشتباكات مخيم عين الحلوة، وافقت على وثيقة تفاهم والتزمت بها وتقضي ب «التمسك بالعمل الفلسطيني المشترك على المستويين السياسي والأمني مع احترام تنفيذ آلية العمل المشترك». وكانت اللجنة المكلفة أبلغت الفاعليات الصيداوية أن المطلوبين اللبنانيين الفارين إلى المخيم عليهم الخروج منه كما دخلوه. كاغ تتابع وضع المخيم وكانت الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التقت وزير الخارجية جبران باسيل وقالت إن البحث تركز على «الوضع المقلق في مخيم عين الحلوة وأهمية متابعة تقديم الخدمات من قبل وكالة «أونروا»، واتفقنا على أن نبقى على اتصال وثيق لمتابعة التطورات والتحديات التي تؤثر على لبنان». وكان وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة قال من صيدا عن أحداث مخيم عين الحلوة: «كنا على تواصل مستمر مع قائد الجيش ومع النائب بهية الحريري الساهرة على حفظ أمن صيدا والمخيم والمنطقة باعتراف الجميع، وصيدا واحدة في مواجهة أي مؤامرة للتفجير». وأشار إلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، وقال: «لمسنا حرصه على أمن لبنان والمخيمات وتجنيب إخوتنا الفلسطينيين المزيد من الدماء والانقسامات». ودعا حمادة «الجميع إلى التعقل والتهدئة وترسيخ الاستقرار، لكي لا يهتز الأمن فندفع أثماناً باهظة ويغتبط العدو الإسرائيلي». وكان النائب سمير الجسر التقى وفداً من حركة «فتح» برئاسة «أبو جهاد» في طرابلس، وأكد الوفد «التزام القانون ومرجعية الدولة اللبنانية»، آسفاً لما يجري في عين الحلوة، ومطالباً ب «حل نهائي للأزمات المتكررة داخل المخيم يقوم على التعاون مع القوى الشرعية اللبنانية وإخراج جميع المطلوبين الإرهابيين خارج المخيم». وذكر بضرورة الإسراع في استكمال إعادة إعمار مخيم نهر البارد. محاكمة قاتل بشير الجميل غياباً يتجه المجلس العدلي في لبنان إلى محاكمة نبيل العلم المتهم بالمشاركة في جريمة قتل رئيس الجمهورية السابق بشير الجميل، بالصورة الغيابية، بعدما قرر اعتباره لا يزال على قيد الحياة وسط تناقض في الافادتين اللتين وردتا إلى المجلس. إذ تقول الإفادة الصادرة عن مديرية الأحوال الشخصية في وزارة الداخلية أن العلم لا يزال حياً بمقتضى القيود لديها فيما أفادت المديرية العامة للأمن العام أن العلم توفي منذ عامين في البرازيل بعد إصابته بمرض السرطان في الرأس. وكان المجلس العدلي اجتمع أمس، وقرر محاكمة حبيب الشرتوني قاتل الجميل، بالصورة الغيابية وتجريده من حقوقه المدنية ووضع مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه موضع التنفيذ. وجاء الاجتماع على وقع تجمّع نفذه مناصرين للحزب «السوري القومي الاجتماعي» أمام قصر العدل، حاملين لافتات مؤيدة لما قام به الشرتوني. وطالب المحامي إدمون رزق أحد وكلاء الادعاء عن عائلة الجميل، النيابة العامة ب «اعتبار التجمع بمثابة إخبار إذ اعتبر الحزب أن الشرتوني نفذ حكم الأمة».