تتجه القوى والأحزاب السياسية المسيحية الى تناسي خلافاتها والاجتماع للبحث في المأزق الذي يعيشه المسيحيون في العراق. وقال القيادي في «المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري» جونسون سياوش إن «موقف المسيحيين في العراق بات حرجاً خصوصاً بعد اعمال العنف الأخيرة التي استهدفتهم». وأوضح في تصريح الى «الحياة» أن «المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري يثمن كل مبادرة تهدف الى وحدة الصف ولم الشمل والبحث في الوضع المتأزم الذي يمر به شعبنا خصوصاً بعد سلسلة الاستهدافات الأخيرة «. وتابع ان «تهديدات تنظيم القاعدة كانت واضحة وهو لايريد لأي مسيحي أن يبقى في العراق، الهجرة مستمرة الى خارج الوطن، نحن كما ذكرنا مع اي مبادرة تهدف الى توحيد الكلمة وسنحضر اي اجتماع يعقد بهذا الخصوص، لكننا لن نستمر في محاولات او اجتماعات لا تتمحور حول مبدأ الحكم الذاتي لشعبنا، الاجتماعات التي تجد حلولاً وقتية او تفضي الى تشكيل لجان والاستمرار في الاجتماع سنحضرها لكننا لن نستمر فيها نحن نرى ان الحكم الذاتي هو الحل الأمثل لمشاكل شعبنا، نريد ان نكون مواطنين من الدرجة الأولى لنا كل الحقوق وعلينا كل الواجبات وليس من الدرجتين الثانية او الثالثة». من جهة أخرى، قال النائب السابق في البرلمان رئيس «الحزب الديموقراطي الكلداني» ابلحد افرام ساوا أن هناك تحركات مشجعة للاجتماع والبحث في مشاكل شعبنا»، داعياً في الوقت ذاته الى «تناسي كل الخلافات والتباينات». وأضاف «نحن في الحزب الديموقراطي الكلداني سبق ان اكدنا أننا ندعم كل محاولة للتقريب بين وجهات نظر القوى السياسية لشعبنا». وأوضح «امس (السبت) كان هناك اجتماع في محافظة دهوك لكل الأحزاب بمبادرة من الحركة الديموقراطية الأشورية، وقد تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر في وقت قريب في بغداد او اربيل على مستوى رؤساء الأحزب وهذا تطور ايجابي مريح». ودعت «الحركة الديموقراطية الأشورية» التي يرأسها النائب يونادم كنا الى اجتماع سريع وواسع للبحث في الأزمة الحالية، فيما كانت احزاب مسيحية أخرى دعت الى عقد اجتماعات طارئة لتدارس معطيات المرحلة الراهنة واستمرار استهداف المسيحيين. وأبدت اطراف سياسية عراقية ومنظمات دولية قلقها البالغ من استمرار هجرة مسيحيي العراق الى الخارج بسبب الواقع الأمني المتردي الذي يعيشونه ما يهدد بإخلاء العراق من المسيحيين ، وهم احد ابرز مكوناته الأصيلة، فيما دعا رئيس الجمهورية جلال طالباني خلال حضوره مؤتمر الاشتراكية الدولية في باريس الأسبوع الماضي، الحكومة الفرنسية الى عدم تشجيع مسيحيي العراق على الهجرة. وأعرب طالباني خلال لقاء اجرته معه قناة فرنسا 24 عن عدم ممانعته تخصيص محافظة للمسيحيين في احدى المناطق التي يشكلون فيها الغالبية، مشيراً الى أن «الحكم المحلي هو اهم اهداف الدستور والبرلمان العراقيين». وكان مسلحون اقتحموا نهاية تشرين الأول (اكتوبر) المنصرم كنيسة سيدة النجاة في بغداد، بينما كان عشرات المصلين يحيون قداس الأحد، واتخذوا من كان في داخلها رهائن قبل ان تقتحمها قوات الجيش العراقي وسقط خلال العملية عشرات الضحايا ، ثم توالت الهجمات التي استهدفت المسيحيين في مناطق متفرقة من بغداد والموصل. إلى ذلك، أكد البابا بنديكتوس السادس عشر أنه «قريب» من مسيحيي العراق الذين «يعانون التمييز والاضطهاد»، مطالباً بالحرية الدينية لجميع الأشخاص في انحاء العالم. وقال البابا اثر قداس الأحد في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان ان «المجموعات الدينية تصلي اليوم في ايطاليا بدعوة من اساقفتها من اجل المسيحيين الذين يعانون الاضطهاد والتمييز، خصوصاً في العراق». وأضاف «اضم صوتي الى هؤلاء بالدعاء الى الله من اجل الحياة والسلام لضمان الحرية الدينية للجميع في كل منطقة من العالم. ما ازال قريباً من هؤلاء الإخوة والأخوات لشهادتهم الإيمانية».