تناقش «قمة مجالس الأجندة العالمية» التي تستضيفها إمارة دبي الأسبوع المقبل، التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، لا سيما تلك المتعلقة بنقص المياه والكهرباء والمشكلات البيئية المرتبطة بالتغير المناخي وانتشار الفقر. ويأتي اجتماع القمة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، في وقت تشهد المنطقة تغيرات مناخية كبيرة، يخشى ان تنعكس سلباً على القطاعات الاقتصادية والزراعية، بالتزامن مع أرقام تتعلق بالمياه العذبة في المنطقة تدعو الى «القلق». وعلى رغم أن المنطقة تضم عُشْر مساحة اليابسة، فإنها تعتبر من المناطق الفقيرة في مصادر المياه العذبة لأن جريان المياه السطحي فيها يقل عن واحد في المئة، وتحصل على 2 في المئة من إجمالي الأمطار في العالم. وأشار تقرير حديث ل «برنامج الأممالمتحدة الإنمائي»، الى ان «المنطقة العربية مهددة بقوة بانعكاسات الاحتباس الحراري، على رغم أنها لا تساهم سوى في 5 في المئة من انبعاث غازات الدفيئة المتصلة بالتلوث والاحتباس الحراري». وعزا هذا الأمر إلى «وجود 90 في المئة من الدول العربية في مناطق جافة وشبه جافة، تعاني نقصاً في الموارد المائية وقلّة أمطار، إضافة إلى اعتمادها في شكل كبير على النشاطات الزراعية، ووجود عشرات ملايين السكان على سواحل المدن المهددة بالغرق مع ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات». وأكد منظمو القمة أنها ستناقش أيضاً مشكلة ارتفاع حجم الطلب على الطاقة نتيجة الزيادة المطردة في عدد السكان إضافة الى توجه المنطقة الى استخدام الطاقة المتجددة، مع العلم ان معظم الدول العربية بدأ أخيراً الاهتمام بإعداد دراسات لاستخدام سلمي للطاقة، فيما تخطت الإمارات ذلك لإنشاء 4 مفاعلات نووية سلمية تبدأ التشغيل عام 2017. وأكد وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان المنصوري توجهات الدولة الرامية إلى الاستفادة القصوى من هذا الحدث «عبر تسليط الضوء على عدد من المواضيع الاقتصادية البارزة التي تعتبر موضع اهتمام استراتيجي بالنسبة للإمارات على وجه الخصوص ودول المنطقة في شكل عام، وذلك عبر إثراء النقاش وتفعيل الحوار البناء والمساهمة بدور فعال في تقديم المقترحات والحلول الخاصة بمختلف قضايا الشأن العالمي». وشدد الرئيس المشارك لقمة مجالس الأجندة العالمية سامي القمزي، على أهمية «مشاركة أكبر شريحة من الجماهير في الندوات»، لافتاً الى أن «هذه الفرصة النادرة للتواصل مع أهم المفكرين وصناع القرار قد لا تتكرر في المستقبل القريب». ودعا المتحدثين والجمهور على حد سواء إلى «استغلال منصة التواصل هذه في الخروج بأفضل التوصيات والإيجابيات الممكنة». كما لفت إلى «أهمية إشراك الجمهور في التعبير عن آرائهم حول القضايا العالمية التي تمس حياتهم ومجتمعاتهم وأمنهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم والأجيال المقبلة».