شهد معرض العراق التجاري الذي نظمته شركات تركية في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا نهاية الأسبوع الماضي، توقيع اتفاق على توريدات لسلع وبضائع من جهات حكومية ومؤسسات إنتاج في قطاعات مختلفة، إضافة إلى القطاع الخاص العراقي. مصادر في المعرض قدرت ل«الحياة» حجم هذه التوريدات بأكثر من 300 مليون دولار في اليومين الأولين للمعرض، الذي شهدت أجنحته نشاطاً ملحوظاً في عرض المنتوجات واستقطبت رواداً على نحو تميز عن الدورات السابقة. القطاع الخاص العراقي كان حاضراً من خلال حواراته مع الأتراك، ومحورها تطوير المؤسسات الإنتاجية العراقية. وقال رجل الأعمال العراقي، عضو مجلس إدارة شركات كبيرة فائق العاني، انه جاء إلى غازي عنتاب بصحبة أكثر من 50 شخصاً يمثلون قطاعات صناعية لدرس فرص تأهيل معاملهم. وتمت اتفاقات مع الجانب التركي لشراء مكائن وخطوط إنتاج وورش ومواد احتياطية وأولية قدرت قيمتها بأكثر من 200 مليون دولار فيما رجح عضو اتحاد الغرف التجارية العراقية سامي حميد أن يتضاعف المبلغ إلى اكثر من 500 مليون دولار إذا تم تفعيل الاتفاقات الموقعة لتوريد السلع والبضائع. مصادر في المعرض أكدت ل«الحياة» أن الوفد الحكومي العراقي كان تواقاً للاستماع من المسؤولين الأتراك عن الرغبة في زيادة وتيرة التبادل التجاري بين البلدين والذي يبلغ حالياً أكثر من 4 بلايين دولار. وقدمت الوزارات العراقية عبر ممثليها عرضاً إلى الشركات التركية عن حجم احتياجاتها من المواد المختلفة وإمكان زيارة وفود تركية العراق في وقت لاحق من هذه السنة، للوقوف على التفاصيل تمهيداً لاتفاق تتولى تركيا تلبية جانب مهم منها. الحديث عن التبادل التجاري بين العراق وتركيا لا يمكن أن يستكمل من دون الإشارة إلى أهمية منفذ «زاخو» الحدودي الذي يعتبر معبراً رئيساً لمرور مئات الشاحنات التركية إلى العراق يومياً. وقال مدير أحد الأجنحة التركية الخاصة بالسلع الغذائية ويمثل شركة بيزجة التركية لقمال علي عمر ل«الحياة»: الشركات التركية الموردة للبضائع إلى العراق ترغب في ضرورة تطوير منفذ طريق إبراهيم الخليل وتوفير متطلبات تسهيل النشاط التجاري فيه نظراً إلى أهميته بالنسبة إلى آلاف التجار الأتراك والعراقيين على السواء، وأكد الحاجة إلى مزيد من القوانين التي تسهل مرور بضائعهم.