هذا السؤال الأكثر تكراراً بين مراجعي الإدارات الحكومية... «وين أروح؟»، أي... إلى أين أذهب؟ سؤال يخبر به صاحب الحاجة عن تلخبط بوصلته. بالنسبة إلى الموظف البيروقراطي يجب أن يذهب هذا الشخص من أمامه إنه يسد الفضاء ويشفط كمية من الهواء، لذلك يقال له اذهب لمن جئت من عنده، «رح للي جيت منه؟»، وهو مختصر مفيد يعتمد على الكروكي المحمل في مخ المراجع، فلا يهم هل ستنتهي حاجته أم لا. «وين أروح»؟ تكشف أوضاع مكاتب استعلام واستقبال فارغة من موظفيها، لا يوجد بها أحد. ولو عملت إحصاء لوجود موظفي الاستقبال في مواقعهم لدهشت من النتيجة، بعض منهم حتى إذا وجد لا يستطيع أن يدلك سوى على باب الخروج. تتحول مكاتب الاستعلام و... «الإرشاد»، إلى شبيه بنوافذ وشبابيك الخدمة المغلقة. وإذا رأيت تلك «الكاونترات» الكثيرة المقفلة تستغرب من سبب تجهيزها أصلاً، فهل نتوقع تضاعفاً في عدد السكان ونتجهز له أم أن المسألة بركة التنفيذ عند ترسية مشروع التجهيز؟ كان صديقي يروي لي خطأ موظف إحالة المعاملة في كتابة عدل، الإحالة الخطأ كلفت الرجل دوام يوم كامل مع حزمة من أسئلة «وين أروح؟» بما فيها من تقليب الوجه يميناً ويساراً، والوجه عند مراجعة بعض الإدارات الحكومية يصبح مثل الكرة الطائرة يحرص اللاعبون على عدم الاحتفاظ به، «بعضهم يرفع وآخر يكبس». الموظف لا يتحمل سوى وجه يعرفه وإلا... «الوجه من الوجه ابيض». لذلك يجهز المراجع نفسه قبل الذهاب لإنجاز حاجة، بسؤال سهّلت رسائل الجوال من انتشاره «تعرف أحد في الجهة الفلانية؟»، والغرض من ذلك هو أن يسأل من تعرف وتعرّفه به... «وين أروح؟». *** التعليق الأكثر طرافة تردد الأسبوع الماضي على تطورات قضية إنقاذ السيدة في حائل، جاء على شكل طرفة لاذعة تقول الآتي: خبر عاجل... شوهدت مجموعة من الشباب السعوديين يتجمعون في الأودية والشعاب وهم يحملون ملفات خضر «علاقي»؟ www.asuwayed.com