حذّر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الحملات التي «تواجه الإسلام وتحاول النيل من وسطيته وسماحته»، مؤكداً أن «المملكة حريصة على تقديم كل ما في وسعها لخدمة الإسلام، والتواصل مع المسلمين في أنحاء المعمورة كافة». وقال خلال استقباله أمس في كوالالمبور المفتين في الولايات الماليزية وعدداً من كبار الشخصيات الإسلامية، إن «التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي تتطلب المزيد من التعاون والتضامن بين الدول والشعوب الإسلامية». وتطرق الملك سلمان في كلمته إلى «ما يواجهه الإسلام من حملات تحاول النيل من وسطيته وسماحته»، مؤكداً «أهمية التعريف بنهج الإسلام الداعي إلى التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب بكل أشكاله». إلى ذلك، بحث خادم الحرمين خلال استقباله وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين والوفد المرافق له، في العلاقات وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة. وضمن نشاطات اليوم الثالث له في ماليزيا، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن «مَن خدم بلاده والحرمين الشريفين يخدم الإسلام والمسلمين»، مؤكداً خلال استقباله نخبة من الطلبة السعوديين المبتعثين إلى ماليزيا والطلبة الماليزيين خريجي الجامعات السعودية، سعادته بلقائهم. وقال: «أنا سعيد أن أراكم، وأوصيكم بأن تدرسوا دراسة كاملة، ويجب أن تعرفوا أنكم من بلاد قبلة المسلمين، وتكونوا قدوة جيدة لمن يراكم في هذه البلاد. إن شاء الله تكونون عند حسن الظن وتخدمون بلادكم، ومن خدم بلاده والحرمين الشريفين يخدم الإسلام والمسلمين، وأرجو لكم التوفيق إن شاء الله». من جهة أخرى، منحت الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا خادم الحرمين درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية «خدمة الإسلام والوسطية»، وجائزة الإنجاز الفريد المتميز في خدمة الإسلام والأمة. وقال: «إن التعليم ركيزة أساسية، تتحقق بها بعد توفيق الله تطلعات شعوب أمتنا الإسلامية نحو التقدم والازدهار والتنمية والرقي الحضاري في المعارف والعلوم النافعة. والشباب هم أمل الأمة وعدة المستقبل، وعلى الجامعات في العالم الإسلامي مسؤولية عظيمة تجاه رعايتهم وتأهيلهم، ورفع مستوى وعيهم بالتحديات التي تحيط بالأمة الإسلامية، وتحصينهم بالعلم والمعرفة ضد أفكار الغلو والتطرف، ليكونوا سداً منيعاً أمام العابثين الذين يستهدفون أمن أوطانهم ومقدراتها ومنجزاتها الحضارية». وأضاف: «إنكم وإخوانكم في جامعات العالم الإسلامي كافة مسؤولون عن تبيان حقيقة الإسلام وصورته الناصعة، والأخذ بأسباب التطور العلمي والتقني، والعناية بالبحوث والدراسات التي من شأنها المساعدة على توظيف الطاقات الشابة وتأهيلها لتعيد للأمة ريادتها، والعمل على نقل الخبرات إلى جميع بلدان العالم الإسلامي وبلدان العالم كافة، وإن لنا في ديننا خيرَ معين لبلوغ المكانة الجديرة بنا في الحضارة الإنسانية». وشهد خادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق أمس، مراسم توقيع «أرامكو» السعودية وشركة «بتروناس» شركة النفط والغاز الوطنية الماليزية، اتفاقَ شراء حصة، بمثابة خطوة تُمكن «أرامكو» من المشاركة بملكيتها في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات (رابد) الذي تنفذه شركة «بتروناس» في ولاية جوهور جنوبماليزيا، بنسبة تصل إلى 50 في المئة من المشروع.