منذ أن أعلن الديوان الملكي نبأ الوعكة الصحية التي تعرض لها خادم الحرمين الشريفين، وأبناء المملكة من الجنسين «شيباً، وشباباً، وأطفالاً»، يرفعون أكفهم بالدعاء له بالشفاء، بقلوب تنبض بالصدق والمحبة، لهذا الرجل الإنسان، النبيل، كيف لا وهو ملك الإنسانية فعلاً لا قولاً؟ وأعماله تشهد له في خدمة الإنسانية لا تحتاج منا إلى دليل لأنها واضحة الفعل، بدءاً من خدمته لشعبه ومواطنيه، وليس نهاية بخدمة أمته وقضاياها، ليتجاوزها إلى خدمة العالم كله في كل الجوانب الإنسانية، والاقتصادية، والحضارية، ويكفي أنه صاحب الأيادي البيضاء التي قدمت للعالم كله عمليات فصل التوائم السيامية وتحملت كلفتها، وأسعدت قلوب المئات من الآباء الذين اسودت الدنيا في أعينهم ألماً وحسرة حتى أضاء لهم طريق النجاة، لينعموا برؤية فلذات أكبادهم في أحسن حال طبيعية، كيف لا وهو الذي يحارب الجهل وينتصر للعلم والمعرفة، وأعماله في هذا المجال ناصعة في عدد الجامعات التي أنشئت في عهده، أو في برامج الابتعاث التي شكلت زخماً كبيراً من حيث الكثافة العددية للمبتعثين والمبتعثات؟ بل وبقلب الأب النابض بالحب وهو في قمة ألمه ومعاناته من وعكته الصحية، التي نرجو الله أن يشفيه منها عاجلاً، لم ينس أبناءه من الطلبة والطالبات فيهديهم إجازة إضافية على إجازة الحج القصيرة التي كانت لا تسمح لهم بالراحة الكافية في حال إذا ما كانوا عائدين من رحلة الحج، وكذلك يهدي المبتعثين الطلبة في بريطانيا الذين أكملوا برنامج اللغة على حسابهم الخاص، فرصة الانضمام إلى البعثات المتكفلة الدولة بها هناك، وهذا دليل على رغبته الحثيثة في تنمية الفرد السعودي علمياً وتقنياً، ليقدم خبراته في ما بعد لخدمة التنمية الوطنية، إن الله إذا أحب واحداً من خلقه سخر القلوب لمحبته، وهذه تتجلى في شخصه الكريم، وتجد ذلك على صفحات «الانترنت» والملتقيات العامة والخاصة التي أفردت صفحاتها في رسائل حب تعبر عن مدى حبهم له، وتضرعهم إلى الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل في صورة تفاعلية نادرة تفصح عن الحب ولا شيء غير الحب لهذا الإنسان صاحب القلب الكبير.لم تقتصر هذه الرسائل الحبية على الشعب السعودي فقط، بل جاوزتها إلى كل الملتقيات الخليجية والعربية التي هي الأخرى أفردت صفحاتها للتعبير عن محبتها، وتألمها، لألم هذا الإنسان المتربع على قلوب محبيه في كل مكان، الحب لا يلتحف إلا القلوب النقية العازفة على وتر العطاء الصادق من المشاعر التي لا تبادل إلا من أخلص لها واهتم بحياتها، وإنسانيتها، وطموحها، وتطلعاتها، فالتقت تبادل الحب بالحب، والمشاعر بالمشاعر، كم من طفلة أو طفل سيامي من أولئك الذين امتدت لهم يده، تمتد الآن لتدعو له، وكم من طفل أو طفلة معوقة شملتهم رعايته، يضرعون إلى الله من أجله. إنها ملحمة الحب الكبير المتبادل بين الشعب والراعي، بين الإنسان والإنسان، تتجلى في أبدع صورها الإنسانية، من دون تكلف،أو تصنع، أو نفاق، أو رياء. أين الرياء في تقبيل الأطفال لصوره، وإلصاقها على حقائبهم، ودفاترهم المدرسية، وهم الصغار الذين لم تعرف قلوبهم بعد إلا البراءة؟ وأين هو التكلف في كتابة سطور عفوية، وبسيطة، تعلن الحب، وتتمنى الشفاء؟ لا أحد يستطيع أن يمتلك القلوب بهذه الشفافية، والعفوية، إلا إذا كان صادقاً ومخلصاً في حبه للآخرين، لقد وجدت هذا في سطور كتبها أحدهم على صفحات «الانترنت» يقول: «لقد صارحتنا يالحبيب بألمك فأشركتنا فيه فكأنه فينا».حفظك الله يا حبيب القلوب، وأزال عنك كل ألم. [email protected]