حضر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء الماليزي محمد عبد الرزاق اليوم (الثلثاء)، حفل توقيع اتفاق شراء حصة بين شركتي أرامكو السعودية والنفط والغاز الوطنية الماليزية (بتروناس)، ضمن مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات (رابد) مجمع بينغيرانغ المتكامل، وفق ما نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس). وشهد مراسم التوقيع في العاصمة الماليزية كوالالمبور، عدد كبير من الوزراء والأمراء، إضافة إلى رئيسي شركتي «أرامكو» و«بتروناس». وأكد الوزير في مكتب رئيس الوزراء الماليزي داتو سري دحلان في كلمة له «عمق الشراكة والتعاون بين البلدين»، عاداً الاتفاق «دليلاً على التزام البلدين بعلاقات قوية ومتينة مع بعضهما البعض، وحافزاً لمزيد من الشراكات الاستراتيجية بينهما». من جانبه، اعتبر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح الاتفاق «حلقة في سلسلة التعاون الوثيق بين البلدين»، مؤكداً «أهميته في الارتقاء بآفاق الاستثمارات في الطاقة وفق رؤية المملكة 2030، واستراتيجيتها نحو التوسع في مشروعات التكرير والتوزيع والبتروكيماويات، تتحقق معها قيمة مضافة أكبر للصادرات النفطية السعودية الساعية نحو التوسع في أسواق جنوب شرقي آسيا، ومنها ماليزيا». ولفت الوزير إلى أن «السعودية تعد أكبر منتجي الزيت الخام، وتملك الاحتياطي الأكبر عالمياً، وشركتها أرامكو هي الشركة النفطية الأكبر، بينما شركاتها الأخرى مثل سابك من كبرى شركات صناعة البتروكيماويات، فيما تعد ماليزيا المُصدر الثالث عالمياً للغاز المسال، وثاني منتج للزيت الخام والغاز الطبيعي في منطقة شرق آسيا، وشركتها بتروناس من أكثر شركات البترول الوطنية نجاحاً عالمياً» وقال الفالح: «اتفاق المشروع المشترك، سيمتد لستين عاماً تملؤنا طموحاً وتطلعاً للمزيد من التعاون بين بلدينا، في ظل قيادتهما الحكيمة، لنحقق آمال الشعبين في الرخاء»، شاكراً دعم خادم الحرمين «غير المحدود للمشروع التنموي وللتسهيلات المقدمة من مسؤولي الحكومة الماليزية لتعزيز العلاقات الاقتصادية». وتضمن الحفل فيلماً عن للعلاقات التاريخية السعودية وماليزيا، وأبرز الشراكات الكبيرة بين البلدين في الجانب الاقتصادي والتجاري. وأعرب كبير إداريي «بتروناس الماليزية» وان ذو الكفل، عن سعادته ب «هذه الشراكة الصناعية المهمة في تطوير مجمع بتروكيماوي عالمي يفتح أسواقاً في مجال التكرير والمعالجة»، مبيناً أن «المشروع يسير في الاتجاه الصحيح، وأُنجز منه حالياً 60 في المئة، إذ يقع بالقرب من أسواق كبيرة، ويتوقع له النجاح الكبير». صف ذو الكفل توقيع الاتفاق ب«اللحظة التاريخية لشركتين وطنيتين رائدتين في العالم، وخطوة مباركة من شأنها فتح آفاق أخرى لاتفاقيات واعدة وفي مجالات مهمة للبلدين». من جانبه، اعتبر رئيس «أرامكو» المهندس أمين الناصر، توقيع الاتفاق «خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لأرامكو، لتستفيد من الخبرات الكبيرة لبتروناس وتفتح أسواقا جديدة لمنتجاتها»، مبيناً أن المشروع سيمتلك حال انتهائه طاقة تكرير بحوالى 300 ألف برميل يومياً، من شأنها تعزيز قدرة «أرامكو» التنافسية.