كانت ملكية الجسد محور تنازع بين الإنسان ومجتمعه. فتارة اعتبر الجسد منتمياً للمجموعة وتارة ملكية ماورائية تتولاها السلطة الدنيوية. ومال بعض الفلاسفة إلى النظر للانتحار باعتباره قراراً شخصياً بتدمير الذات، بإنهاء الأنا. وكذلك وصفوه بأنه استقالة واضحة من الحياة، ورفض للاستمرارية في الوجود. ويعرّف الانتحار على أنه مرحلة أخيرة من مشروع موت تحمله فكرة خاضعة لعوامل نفسية تجد أسبابها في الفرد وتاريخه أو ربما كانت انعكاساً لمتغيرات خارجية، لا تقوى الذات على التفاعل معها ولا على تحملها. وفي اللغة العربية، يقال انتحر الرجل أي نحر نفسه، والنحر هو أعلى الصدر، ونحر البعير أي طعنه حيث يبدو الحلقوم من أعلى الصدر. أما الأديان السماوية، فتحرّم الانتحار. فجاء في القرآن الكريم في سورة النساء «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً». وروى أبو هريرة في صحيح مسلم، قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلّداً فيها أبداً. ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلّداً فيها أبداً. ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً». وفي المسيحية، يعتبر الانتحار ذنباً استناداً إلى كتابات المفكرين المسيحيين المؤثرين منذ القرون الوسطى، مثل القديس أوغسطينوس وتوما الأكويني. ويلاحظ أن الانتحار لم يعتبر ذنباً تحت الرمز البيزنطي المسيحي لجستنيان الأول.