ساهم الإنسان في انتشار التلوث حوله حتى أصبحت آثاره الجانبية جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، ومن هذه الآثار "اضطرابات الغدد الصماء" المسؤولة عن إفراز وتوازن هرمونات الذكورة والأنوثة في أجهزة الجسم المختلفة. والخلل في عمل الغدد الصماء يسبب تشوهات في الأعضاء التناسلية، ونمو الأورام الخبيثة واضطرابات في الجهاز العصبي. وبحسب "هافينغتون بوست" قدمت المتخصصة في علم الأوبئة البيئية في "المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية"، ريمي سلافا، طرقاً لتجنب التعرض لمخاطر المواد التي تؤثر على عمل الغدد الصماء. 1- تغيير النظام الغذائي ووفقاً لسلافا "يجب غسل وإزالة القشر من الفواكه والخضراوات قبل أكلها، لأنها تحتوي على آثار مبيدات حشرية تؤدي إلى اختلال في عمل الغدد الصماء، ولهذا فإن غسلها وتقشيرها أمراً ضرورياً". أما بالنسبة للفواكه والخضراوات التي لا قشر لها مثل الخس والبقدونس وغيرها، فمن الأفضل التقليل من أكلها أو شراء المنتجات الطازجة والمنتجة عضوياً إن أمكن وتجنب المنتجات الصناعية، فإن ذلك يقلل بشكل كبير اضطراب الغدد الصماء. في حين أشارت ريمي إلى عدم التعميم. 2- الحذر من مستحضرات التجميل تحتوي مستحضرات التجميل على مواد كيميائية عدة، وكثير منها لم يدرس تأثيرها حتى الآن بما فيه الكفاية لمعرفة آثارها الجانبية على الصحة. وبحسب الخبراء فإن مادة "التريكلوسان" المستخدمة في تصنيع بعض أنواع الصابون ومعاجين الأسنان مادة ضارة للغاية. وأوضحت سلافا "يجب أن نضع علامة استفهام حول المواد المستخدمة في تصنيع مستحضرات التجميل، وذلك لتبسيط الحياة اليومية.. والمشكلة هي أننا لا نعرف حتى الآن ما يكفي عن المواد الكيميائية التي صنعت منها". وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، كشفت إحدى الصحف أن 60 مليون مستهلك تأثر بمواد سامة تحتويها حفاضات أطفال من علامات تجارية معروفة. 3- تجنب المواد الضارة المنتجات المنزلية وأكدت سلافا أن ذلك ينطبق أيضاً على المنتجات المستخدمة في المنزل والتي تتكون من مواد كيميائية معقدة تلحق الضرر بالغدد الصماء، ولتجنب ذلك والحد منه قدر الإمكان يتعين علينا أن نستخدم منتجات بسيطة التصنيع. وعلى سبيل المثال، الخل الأبيض هو مطهر فعال وآمن. ويوجد أيضاً في البلاستيك مركب "البيسفينول A " الكيميائي الذي يستخدم في صنع البلاستيك، يؤدي إلى اختلال في عمل الغدد الصماء، وفي فرنسا هو محظور الاستخدام في تصنيع أي من حاويات المواد الغذائية منذ العام 2015. نصحت ريمي سلافا: "باستخدام الحاويات المصنوعة من الزجاج وتناول الطعام أيضاً في أطباق من الزجاج كإجراء وقائي، ولكن للأسف لا يزال لدينا بعض الحاويات البلاستيكية القديمة التي ما زالت تستخدم". ومن جهة أخرى، يجب على النساء الحوامل الاهتمام بهذه المشكلة، فإن مناعتهن في فترة الحمل تكون ضعيفة، وكل ما تتناوله الأم ينتقل إلى الجنين، وبالأخص استخدام الدواء فإن بعض الأدوية لها تأثير على عمل الغدد الصماء، لذلك يجب على الأم استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء، بما في ذلك الباراسيتامول (مسكن وخافض للحرارة واسع الاستخدام). يبد أنه من المستحيل وضع قائمة شاملة بهذه المواد التي تتسبب في اضطرابات الغدد الصماء، إذ أنها في كل مكان، وأحياناً من الصعب تجنبها. تقول سلافا "يمكننا أن نجدها على سبيل المثال في الهواء الملوث أو في بعض العلاجات الهرمونية التي تكون في بعض الأحيان قاتلة". ونوهت سلافا إلى أن التوعية وأخذ الاحتياطات شيء جيد، ولكن الإجراءات التي تتخذها الحكومات للإشارة إلى وجود هذه المواد في المنتجات الاستهلاكية يجب أن تكون بشكل عاجل".