انتقدت القاهرة أمس مواقف رسمية أميركية واعتبرتها محاولة للتدخل في الشأن الداخلي المصري، مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب آخر هذا الشهر. وكان مسؤولون أميركيون دعوا الحكومة المصرية إلى «الحرص على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة»، وطالبوا ب «مراقبة دولية على الانتخابات»، الأمر الذي رفضته القاهرة. وأعرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية عن بالغ الاستياء إزاء استقبال مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى عدداً من الأميركيين الذين يطلقون على أنفسهم اسم «مجموعة عمل مصر» وناقشوا معهم أموراً تتعلق بالشؤون الداخلية المصرية. واعتبر المصدر أن «هذا الإجراء يعبّر عن مواقف أميركية غير مقبولة إزاء التحفظات المصرية القوية والمبررة تجاه تعامل الإدارة الأميركية مع الشأن الداخلي المصري عموماً .. ومع تلك المجموعة التي تدّعي اهتماماً بهذا الشأن على وجه الخصوص». وأكد أن المواقف الأخيرة للإدارة تجاه الشؤون الداخلية المصرية «أمر مرفوض في شكل قاطع من جانب مصر»، مشيراً إلى أن «رفض هذا السلوك الأميركي يأتي بغض النظر عن أي حجج أو ذرائع يمكن أن يسوقها البعض لتبرير هذا الأمر». ويتوقع مراقبون أن تشهد العلاقات المصرية - الأميركية بعض الشد والجذب خلال الفترة المقبلة بسبب تداعيات تعثّر عملية السلام وعودة قضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان في مصر لتكون مثار نزاع بين الجانبين. وأكد المصدر المصري الرسمي في تصريحات شديدة اللهجة أن بلاده «تعتز كل الاعتزاز بسيادتها واستقلال إرادتها الوطنية ولن تسمح لأي طرف كان، بما في ذلك أميركا، بالتدخل في شأنها الداخلي تحت أي ذريعة». وقال: «لكن يبدو أن الجانب الأميركي يصر على عدم احترام خصوصية المجتمع المصري بتصرفات وتصريحات تستفز الشعور الوطني المصري. وكأن أميركا تحولت إلى وصي على كيفية إدارة المجتمع المصري لشؤونه السياسية»، مضيفاً أن «من يعتقد أن هذا أمر ممكن فهو واهم». وأوضح أن مصر تعلم أن هناك «مجموعات مصالح» وأشخاصاً يقفون وراء تشجيع مثل هذا السلوك من جانب الإدارة، بل والضغط في هذا الاتجاه، موضحاً أن مصر ليست معنية على الإطلاق ولا تقبل بسعي الإدارة إلى التخفيف من الضغط الذي تواجهه من خلال «تدخلها» في شؤون مصر الداخلية. وتابع المصدر: «أما هذه المجموعة التي تسمّي نفسها مجموعة عمل مصر فيكفي النظر إلى أعضائها لنتبين أهدافها وأجندتها. فهي مجموعة من أولئك الأميركيين الذين يظنون أنهم على علم بالمجتمعات إما من خلال قراءة التقارير التي يعدها أتباعهم من ذوي الأجندات المحددة، أو من خلال تنظيم الرحلات، أو اللقاءات القاصرة. وهي من نفس نوعية المجموعات التي تهدف إلى إشاعة الفوضى في الشرق الأوسط دون الاكتراث بأي اعتبارات سوى أجندتها الضيقة في التغيير وفقاً لرؤاها القاصرة». واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد أن العلاقات المصرية - الأميركية قامت منذ منتصف السبعينات على أساس الاحترام المتبادل والسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة للطرفين وللإقليم، وأن مصر ستظل حريصة على احترام الأسس التي قامت عليها تلك العلاقات طالما التزم الجانب الأميركي ذات الحرص والاحترام.