أيام فرحة وسعادة يعيشها الجميع بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وللحقيقة فإن مثل هذه المشاعر التي نتبادل فيها التهاني بالعيد السعيد تدفعني دائماً لأن أتمنى وأطمع وأطمح وأدعو الله من أعماق قلبي أن تعود مثل هذه الأيام علينا ونحن أفضل بل ونحن الأفضل في كل شيء، وأتمنى أن تكون مصر ضيفاً دائماً في كأس العالم، وأتمنى أن تحظى مصر بشرف تنظيم كأس العالم، وأتمنى أن يكون لنا نحن العرب النصيب الأكبر من مقاعد كأس العالم، ولقد حزنت كثيراً عندما رأيت منتخب الجزائر فقط الممثل الوحيد للعرب في المونديال الأخير، لذلك فإني أتمنى الآن أن يعود الوجود العربي إلى أقصى صورة، أتمنى أن يستعيد المنتخب السوداني عافيته الكروية، أتمنى أن يرتفع عدد محترفينا الحقيقيين في الدوريات الأوروبية إلى أضعاف أضعاف ما هو عليه الآن، أتمنى أن يكون لدينا محترفون في حجم ميسي وابراهيموفيتش وغيرهما، فنحن نملك المواهب الحقيقية لكننا في حاجة إلى من يرعى وينظم ويرتب أوراقهم بشكل سليم وبنظرة أعمق بكثير مما نحن عليه الآن، أتمنى أن تعود السيادة الأفريقية للأندية العربية بعدما نجح مازيمبي في اقتناص بطولة دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي، أتمنى أن تعود البطولات العربية بشكل قوي ومؤثر وفعّال وتنافس يضاهي المنافسات الأقوى على الساحة الآن، أتمنى أن نبدأ فعلياً في تطبيق دوري المحترفين حتى لا نتأخر عن الركب العالمي كثيراً، أتمنى أن نرفع شعار نكون أو لا نكون ثم نكون. الأمنيات كثيرة ودائماً ما تزاحم الأمنية أختها، لكن الأهم أن يمنحنا الله آليات تحويل هذه الأمنيات إلى حقائق وواقع ملموس، فليس المهم أن نتبادل الأمنيات ونظل نتناقش فيها حيناً من الدهر، لكن الأهم أن يبادر كل مسؤول من منطلق الحرص على مستقبل أمة ومستقبل وطن بالخروج بهذه الآمال وتلك الأمنيات ونبحث سبل تحقيقها من أجل مصلحة شعوب عربية صارت تتنفس كرة قدم وصارت الكرة هي أحد أهم دواعي سعادتها وصارت الملاعب أحد أبرز مراكز السعادة الحقيقية لجموع غفيرة من هذه الشعوب العربية العريقة، مرة أخرى «كل عام وأنتم بخير»، ومرة أخرى أدعوكم لأن نتكاتف مع بعضنا بعضاً لتحقيق الآمال والأحلام مهما كانت الصعوبات وأياً كانت المعوقات، فالطرق كثيرة ومتشعبة، لكن يبقى خط النهاية للمجتهدين فقط، فيما يبقى الكسالى يقضون أيامهم وأعمارهم تائهين في كل الطرق من دون الوصول إلى نقطة الإنجاز! [email protected]