واشنطن، بكين - رويترز، يو بي آي - أكدت لجنة استشارية تابعة للكونغرس الأميركي، ان على الولاياتالمتحدة اعتبار الصين «متلاعبة بالعملة»، وطلبت «التصدي للسياسات الصينية المضرّة بالتجارة في منظمة التجارة العالمية». واعتبر رئيس لجنة المراجعة الاقتصادية الأمنية الأميركية - الصينية دان سلين، ان الصين «فشلت بالوفاء بوعود قطعتها قبل تسع سنوات، لدى انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية». وركز تقرير اللجنة على جوانب تتصل بالتوتر الشديد والمتنامي بين الخصمين في السياسة الاقتصادية والنفوذ العسكري. وصدر التقرير بعد أشهر من الخلاف حول الاختلالات الكبيرة والمتزايدة في الموازين التجارية، ويحمّل اقتصاديون ومصنّعون أميركيون مسؤولية حصولها للصين، التي جعلها نموها المتسارع تتجاوز اليابان لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ورأوا ان الصين «تتعمد إبقاء اليوان مقوماً بأقل من قيمته بنسبة 20 إلى 40 في المئة، لكي تظل الصادرات الصينية رخيصة، ما يقلص فرص العمل المتاحة للأميركيين ويسبب خللاً في الموازين المالية العالمية». وقلّلت اللجنة من المخاوف الناتجة من احتمال «تخلّص الصين من حيازتها سندات الخزينة الأميركية التي تتجاوز قيمتها تريليون دولار، واعتبرت أنها «مبالغ فيها»، لأن «ليس لبكين بدائل كثيرة للدولار، وستخفض قيمة حيازتها في حال باعت هذه السندات». وأوضح التقرير، ان شراء الصين أدوات الدين بالدولار يشكل «جزءاً من نظام الضوابط الرأسمالية الصيني الهادف إلى إبقاء اليوان مقوماً بأقل من قيمته لدعم الصادرات الصينية». لذا، فإن التهديدات ببيع الدولار «لا تتمتع بصدقية». وعلى رغم الخلاف الأميركي - الصيني على السياسة النقدية، لا ترى الولاياتالمتحدة مانعاً من التعاون الوثيق في مجال الطاقة النظيفة، إذ أعلن وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو، الذي يزور بكين للمشاركة في الاجتماع السنوي للجنة التوجيه للمركز الصيني الأميركي لبحوث الطاقة النظيفة، ان التعاون بين الولاياتالمتحدة والصين في مجال تكنولوجيات الطاقة النظيفة «سيتيح فرصاً كبيرة لتنمية مصادر الطاقة المستدامة». ورأى في تصريح نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، ان المشاركة في هذه التكنولوجيات «أمر طبيعي جداً بسبب التنمية الواسعة التي تشهدها الصين». ويهدف المركز، الذي أعلن تأسيسه الرئيسان الصينى هو جين تاو والأميركي باراك أوباما في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2009، إلى تسهيل إعداد البحوث والتطوير المشترك في مجال تكنولوجيات الطاقة النظيفة. وأوضح تشو ان المركز «لا يمثل سوى خطوة البداية، وهو أحد أكبر مظاهر التعاون في مجال البحوث بين البلدين». ولفت إلى أنه «يبدأ برأس مال 150 مليون دولار يتقاسمه البلدان، كما يتضمن استثمارات للقطاع الخاص». وأعلن ان القيادة الصينية «أرادت إنشاء بنية تحتية بأكثر الوسائل فاعلية في الطاقة وأقل كلفة، بهدف تعزيز الاقتصاد وتقليص نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المؤدية إلى ارتفاع درجة حرارة العالم». وأشار إلى ان الولاياتالمتحدة «تحاول إعادة إنشاء بنيتها التحتية القائمة «منذ فترة طويلة»، لذا تتفق مصالح الدولتين. كما ستستفيد الولاياتالمتحدة من الجهود المشتركة في نقل الطاقة وتوزيعها في شكل أكثر كفاءة». ولاحظ تشو ان الصين «توقف حالياً بعض محطات توليد الكهرباء العاملة على الفحم، وتعمل على تنويع مصادر الطاقة لديها»، معتبراً ان ذلك «يؤشر إلى «التزام مستقبل الطاقة النظيفة، كما ستلتزم الولاياتالمتحدة التحرك لقيام مستقبل يعتمد على موارد طاقة مستدامة». وخلص إلى ان بلاده «ترحب بالاستثمار التجاري في مجال الطاقة النظيفة لأنه سيخلق فرص عمل للأميركيين».