ضعف الثقافة وقلّة الوعي حول مرض الربو يوصّلان 250 ألف شخص إلى الموت سنوياً. بدا الرقم كافياً كي ينبري لبنان لإطلاق حملة توعية وطنية حملت عنوان: «الربو بإيدك فيك تسيطر عليه». ويشير العنوان إلى قدرة المريض على مصارعة الربو، شرط تشخيص حاله بشكل صحيح، وإتّباع مشورة الأطباء حول طُرُق التعامل مع المرض، بدلاً من انتظار نوبات الربو ومعالجتها. والمعلوم أن نوبات الربو هي حال تحسّسية تترافق مع إطلاق مواد في الجهاز التنفسّي، ما يؤدي الى تضييق مفاجئ في الأقنية الدقيقة للقصبة الهوائية (تسمى الشُعيبات الرئوية)، مع انخفاض قوي في دخول الهواء الى الرئتين. وتعتمد معظم أدوية الربو على توسيع الشعيبات الرئوية، ما يؤدي الى عودة التنفّس الى الوضع الطبيعي. وتهدف هذه الحملة التي تستمر إلى 10 كانون الأول (ديسمبر) إلى نشر الوعي حول المرض، والتشديد على الواقع المقلق لبنانياً المتمثل في إفراط المرضى في الاعتماد على الأدوية الموسّعة للشعب الهوائية، التي تساعد في مواجهة النوبات، ولا تفيد في الوقاية من المرض ولا تقليل معدّل حدوث نوباته. وأظهرت دراسة استقصائية عرضت بالترافق مع إطلاق هذه الحملة، أن 97 في المئة من المرضى يملكون معلومات متواضعة جداً حول هذا المرض، ما يعني أنهم بحاجة لتثقيف شامل. وفي سياق متّصل، أوضحت دراسة مماثلة حملت عنوان «معطيات الربو وواقعه في لبنان»، أن الغالبية العظمى من مرضى الربو يتجاهلون الحاجة الصحية الحاسمة للسيطرة على المرض على المدى البعيد من أجل تفادي حصول مضاعفات محتملة في الجهاز التنفسي، وتحسين نوعية الحياة للمريض. كما كشفت الدراسة عينها أن 24 في المئة من مرضى الربو يستخدمون ما يصل إلى 15 علبة من موسّعات الشُعب الهوائية سنوياً، وهو أمر مثير للقلق، خصوصاً أن الأرقام تدل الى زيادة الوفيات من الربو بين المرضى الذين يكثرون من تلك الأدوية. وأظهرت الدراسة أن 35 في المئة من مرضى الربو يسيطرون على المرض بشكل جيد، و78 في المئة منهم يعانون بانتظام من أعراض شديدة يمكن تفاديها، وقرابة 70 في المئة من الأطفال الذين يعانون من الربو يتغيّبون عن مدارسهم بانتظام، كما يتغيّب أكثر من 30 في المئة من البالغين المصابين بالربو عن العمل بسبب مضاعفات هذا المرض.