تواصلت المواجهات بين القبائل الغاضبة والمتمردة على سلطة الانقلابيين الحوثيين في منطقة عتمه التابعة لمحافظة ذمار (جنوبصنعاء) للأسبوع الثاني، حيث تكبدت ميليشيات الحوثي في الأسبوع الماضي خسائر كبيرة في صفوف أفرادها الذين حاولوا مهاجمة المواقع التي يسيطر عليها افراد القبائل الرافضون لتسلط الحوثيين، والتي يتزعمها الشيخ عبد الوهاب معوضة (وهو ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام)، وقال مصدر في المقاومة في منطقة عتمة في تصريح بثته وكالة «سبأ» الحكومية إن العشرات من الحوثيين سقطوا أمس بين قتيل وجريح في محاولة الهجوم على مواقع المقاومة في منطقة القدم. وفي محافظة البيضاء لقي قيادي ميداني من الحوثيين يكنى ب «أبو حيدر» مصرعه أول من أمس في معارك مستمرة بين الحوثيين ورجال القبائل في منطة حمة لقاح التي سيطرت عليها المقاومة الجمعة، وأخرجت المسلحين الحوثيين الذين كانوا يتمركزون فيها، وقتلت وجرحت العديد منهم وأعطبت عدداً من آلياتهم. وكانت القوات الحكومية الموالية للرئيس هادي حققت تقدماً وانتصارات مهمة في العديد من الجبهات بدعم من طيران التحالف العربي، وتقدمت في جبهة المخا على الساحل الغربي باتجاه شمال محافظة الحديدة، وأحكمت السيطرة على مواقع تسيطر على منطقة باقم في محافظة صعدة، إضافة إلى انتصارات نوعية في محافظات تعز والبيضاء وشبوة وحجة. وشنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودة بمقاتلات التحالف العربي أمس، هجوماً عنيفاً على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية شمال وشرق المخا. وقال مصدر عسكري إن معارك عنيفة تدور في مشارف منطقة الزهاري شمال المخا، بالتزامن مع مواجهات مستمرة شرقاً بعد جبل النار الاستراتيجي الذي يسيطر عليه الجيش الوطني في شكل كامل. وأضاف أن الميليشيات تكبدت خسائر فادحة اضطرت معها إلى التراجع. إلى ذلك، أحبط الجيش محاولة تسلل لميليشيات الحوثي وصالح إلى محيط جبل النبيع في جبهة مقبنة غرب تعز وكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، فيما قتل مدنيان وأصيب تسعة آخرون نتيجة سقوط مقذوف عسكري أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح على أحد الأحياء المكتظة بالمدنيين في مدينة مأرب. وفي محافظة البيضاء، قتل 22 عنصراً من ميليشيات الحوثي وصالح بينهم قيادي، فيما سيطرت المقاومة الشعبية على موقع الميليشيات في المنطقة. وقال شهود عيان ل «الحياة» إن الميليشيات الانقلابية صادرت ثلاجات المواد الغذائية الكبرى في مدينة الحديدة، وحولتها لاستقبال العشرات من قتلاها في جبهات حرض وميدي والمخا، بعد أن امتلأت ثلاجات المستشفيات العامة بالمئات منهم. إلى ذلك تتزايد حالة الغليان والغضب بين أوساط موظفي الدولة والقطاعين العام والمختلط، والمنتسبين إلى القوات المسلحة والأمن في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين بما فيها العاصمة اليمنية صنعاء بسبب عدم صرف رواتبهم للشهر السادس على التوالي، ونتيجة الشعور بكذب الوعود التي تطلقها أطراف الانقلابيين وتناقض تصريحاتهم، فيما أكدت الحكومة الشرعية في عدن منذ مطلع العام الحالي أنها بصدد إجراءات صرف رواتب موظفي الدولة في عموم البلاد بما فيها المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. وفي هذا السياق قام عدد من المؤسسات الحكومية في صنعاء بتسليم كشوفات الرواتب بناءً على رواتب كانون الأول (ديسمبر) 2014 إلى ممثلية الأممالمتحدةبصنعاء لتقوم بدورها بتسليمها إلى الحكومة الشرعية في عدن، في تحد لكل الإجراءات التي يفرضها الحوثيون لجهة عدم إرسال كشوفات الرواتب إلى عدن. وتسبب تأخير رواتب الموظفين في اليمن بمضاعفة المعاناة الإنسانية، وتزايد الفقر والعوز، واحتياج أكثر من عشرين مليون يمني إلى أبسط الضرورات الإنسانية من غذاء ودواء ومستلزمات الحياة. وكان المنتسبون إلى مؤسسات حكومية وعسكرية وأمنية عدة نفذوا اعتصامات وتظاهرات احتجاجاً على تأخير صرف رواتبهم لستة أشهر، غير أن هذه الاحتجاجات تواجه بالقمع والعنف من قبل سلطة الانقلابيين الذين باتوا يدرجون كل من يطالب براتبه في قائمة العملاء لما يسمونه «العدوان».