تصدرت جزيرة «هاشيما» اليابانية المهجورة، الواقعة في منطقة ناغازاكي، في العام 1960 قائمة أكبر مناطق العالم من ناحية الكثافة السكانية، واُعتبرت مدينة تفرّغ قاطنوها للعمل في منجم للفحم تحت البحر. وأُدرجت الجزيرة على قائمة التراث العالمي لمنظمة «يونسكو» بعدما تم إقفال المنجم فيها في العام 1974، كما تم تصوير فيها مشاهد سينمائية من فيلم «سكاي فول» لجيمس بوند. وبلغت عدد سكان الجزيرة أقصاه في العام 1960، إذ كانت تضم حوالى خمسة آلاف و300 نسمة على مساحة 6.3 هكتاراً، وهي الكثافة السكانية الأعلى في العالم في ذلك الوقت. وقال أحد زوار المدينة، مينور كينوشيتا (63 عاماً) إنه جاء لتفقد الجزيرة الملقبة باسم «غونكانغيما» وزيارة المبنى الذي وُلد فيه، والذي يُعتبر المبنى الأول من الخرسانة المسلحة في اليابان للعام 1916. وأوضح عامل سابق في منجم الجزيرة، توموغو كوباتا (79 عاماً) أن «نسبة الرطوبة كانت تتخطى 95 في المئة، كما كان الهواء ثقيلاً ولزجاً والغبار الممتزج بعرق العمال، جعلهم متشحين بالسواد من الرأس إلى القدمين». وشهد المنجم حوادث مأساوية قضت على 215 رجلاً خلال تاريخه الممتد على 84 عاماً، وإصابة آخرين بمرض «السحار التنفسي» الناجم عن تنشق الغبار. وأشار نائب رئيس الاتحاد الصيني لضحايا العمل القسري، جان شان إلى أن «غونكانغيما مكان مسكون بالكوارث»، معتبراً إدراجها في قائمة يونسكو للتراث «تدنيساً وصدمة للضحايا». وتعهدت العاصمة اليابانية في تموز (يوليو) العام 2015 «باتخاذ تدابير تسمح بإيصال رسالة أن عدداً كبيراً من الكوريين وغيرهم اُقتيدوا إلى اليابان رغماً عنهم وعملوا في ظروف شديدة القسوة في الأربعينات».