غادر معارضو بناء أنبوب نفط مثير للجدل في داكوتا الشمالية أمس مخيمهم الذي بنوه في محمية ستاندينغ روك قبل عام احتجاجاً على مرور المشروع النفطي في بحيرة واواهي المقدسة لدى قبيلة «سيو» بعدما أنذرتهم السلطات أنها ستدهم المخيم اليوم (الخميس). وعند مغادرتهم المخيم، أحرق الناشطون من السكان الأصليين أكواخاً خشبية عدة. وقالت السلطات أن عشرين حريقاً أضرم. وسبب ذلك وقوع انفجارين أديا إلى جرح طفل في السابعة من العمر وشابة في السابعة عشرة من عمرها. وقد أدخلا مستشفى بسبب إصابتهما بحروق. وتشكل بحيرة واواهي وهي النقطة الأخيرة في المشروع، خزان مياه الشرب لقبيلة «سيو» من السكان الأصليين. ويقول أبناء القبيلة أن خط الأنابيب يعبر مواقع مقدسة لديهم تحتوي على مقابر أجدادهم ويهدد موردهم من المياه العذبة في هذه الولاية الشمالية. وقال مركز المعلومات في داكوتا الشمالية (نورث داكوتا جوينت سنتر) أن حوالى عشرة ناشطين فقط بقوا في مخيم الاعتصام مع انتهاء المهلة المحددة. ووافقت إدارة الرئيس دونالد ترامب الشهر الجاري على استكمال المشروع من أجل خفض كلفة النقل وتشجيع المنتجين الأميركيين في منافستهم مع قطاع النفط الكندي، بعد أن تراجعت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في كانون الأول (ديسمبر) الماضي عنه تجاوباً مع مطالب السكان الأصليين. وكان معارضون للمشروع بلغ عددهم بضعة آلاف في بعض الأحيان، تجمعوا منذ نيسان (أبريل) الماضي في الولاية لمنع الأشغال، ما أدى إلى مواجهات بين التظاهرين وقوات الأمن. وأنهت إدارة أوباما حداً للنزاع وأوصت بدرس مسار بديل للأنبوب ورفعت إحدى قبائل السكان الأصليين قبل أسبوعين دعوى في محكمة فيديرالية لوقف بناء الأنبوب، مؤكداً أن حقوقها الدستورية ستنتهك في حال استمر المشروع. وتؤكد الشركة المشغلة الأنبوب «إنرجي ترانسفر بارتنرز» أن المنشأة ستكون آمنة وستبنى وفق أحدث التقنيات لمنع أي كارثة بيئية. وقدمت سلطات داكوتا الشمالية التي كانت تخشى أضراراً بيئية إذا لم تتم إزالة المخيم، بطاقات حافلات وحتى ليلة في الفندق لبعض الناشطين ليعودوا إلى بيوتهم. ومن المقرر أن ينقل خط أنابيب النفط المستخرج من داكوتا الشمالية إلى الحدود الكندية وصولاً إلى ولاية إيلينوي جنوباً. ويبلغ طوله نحو 1900 كيلومتر وسيمر في أربع ولايات بينما تبلغ كلفة المشروع 3.8 بليون دولار.