يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى القاهرة في 23 آذار (مارس) المقبل لتمثيل الجانب اللبناني في اجتماع اللجنة العليا المشتركة اللبنانية - المصرية التي ستبحث، وفق قول مصادر حكومية ل «الحياة»، العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. والتقى السفير المصري نزيه النجاري في هذا الإطار، الرئيس الحريري، في السراي الكبيرة، وقال: «هناك عدد كبير من الملفات المرتبطة بالعلاقات الاقتصادية والعلاقات الثنائية نسعى إلى تطويرها»، مذكراً بأن «آخر اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين عقد عام 2010 برئاسة الرئيس الحريري، ونسعى إلى إعادة تنشيط العلاقة وتكثيفها في مختلف المجالات. وقد شهدنا في الفترة الأخيرة زيارة الرئيس ميشال عون، وكل هذه التحركات تصب في مصلحة البلدين وفي إطار تعميق العلاقة وتقويتها». وقال: «نتطلع إلى أن يعقد اعتباراً من غد (اليوم)، وتحت رعاية رئيس الحكومة، ملتقى الأعمال اللبناني المصري، لمناقشة الفرص الاستثمارية والتجارية في البلدين، ويشارك فيه عدد كبير من رجال الأعمال وتحضره كذلك وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية سحر نصر». وكان الحريري التقى في السراي الكبيرة وفد مجموعة العمل اللبنانية حول قضايا اللاجئين الفلسطينيين برئاسة رئيس لجنة الحوار اللبنانيالفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة وتسلم منه الوثيقة التي توصلت إليها المجموعة بعد نقاشات استمرت نحو عامين. وضم الوفد إضافة إلى منيمنة كلاًّ من النواب: علي فياض عن «حزب الله»، عمّار حوري عن «تيار المستقبل»، سيمون أبي رميا عن «التيار الوطني الحر»، بهاء أبو كروم عن «التقدمي الاشتراكي»، والخبير في الإسكوا أديب نعمة. وشرح منيمنة للحريري أهمية الوثيقة لبنانياًوفلسطينياً، وقال: «في الجانب الأول تأكد من خلال الحوار الديموقراطي أن القوى اللبنانية قادرة على الوصول إلى توافقات على رغم الخلافات والإرث الانقسامي حول الشأن الفلسطيني. وحصل كل من المشاركين في الحوار على موافقة السلطات الحزبية على كل كلمة وردت في النص الإجماعي الذي وقعه الجميع. كذلك أكدت الوثيقة إمكان الوصول إلى مشتركات عبر الحوار الديموقراطي الهادئ والرصين والمسؤول ما يصلح للتعميم على سائر القضايا الشائكة. كما شرح أهمية ما توصلت إليه المجموعة لجهة تعريف التوطين واللاجئ ودعم حق العودة ومعظم المشكلات التي تعانيها المخيمات. وشددت كلمات أعضاء الوفد على تشكيل فرق حوارية تعمل للوصول إلى خلاصات توافقية ينتج عنها وضع خطط ومقاربات تجعل من لبنان دولة جاهزاً متى آن أوان فتح الملفات الإقليمية دولياً. وأكد الحريري للوفد دعم القضية الفلسطينية وأهمية قيام الدولة الفلسطينية والواجب الإنساني الذي يترتب على لبنان إزاء اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين». وشدد على أهمية هذه التجربة «كمدخل لصوغ مشاريع ومخططات إزاء مختلف المسائل لا سيما لجهة أوضاع المخيمات». وقال إن من «واجب الدولة أن تنظر في الوقت ذاته إلى ما يعانيه المواطن اللبناني من مشكلات». وأثنى على «الجهد الذي تبذله لجنة الحوار وأهمية التعداد العام للاجئين الفلسطينيين في لبنان»، داعياً اللجنة ورئيسها إلى «متابعة العمل بما يكرس أهمية التجربة وما ينجم عنها من توافقات وقيام علاقات تفاعل بين القوى السياسية اللبنانية عبر الخوض في القضايا بهدوء وديموقراطية باعتبار أننا نعيش تحت سقف نظام ديموقراطي يقوم على الحوار والتفاعل». إلى ذلك وتلبية لدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون، يبدأ رئيس دولة فلسطين محمود عباس بعد ظهر اليوم زيارة رسمية للبنان على رأس وفد رفيع المستوى. وسيتوجه عباس مباشرة من المطار إلى القصر الجمهوري، على أن يزور غداً رئيس مجلس النواب نبيه بري ومساء رئيس الحكومة سعد الحريري. ويغادر بيروت بعد ظهر السبت.