غالباً ما يصاب الآباء بحالة من الذعر عندما يرون أبناءهم يحدقون بشكل مستمر في التلفاز أو الأجهزة اللوحية لمدة طويلة يوميا، معتقدين أن ذلك قد يتسبب في إصابتهم بالعمي أو قصور في النظر. وقالت الدراسة الصادرة عن جامعة ولاية «لوا» والرابطة الأميركية لأخصائي النظارات إن التحديق المستمر في شاشات التلفاز والكمبيوتر ينجم عنه، مشاكل تتعلق بإجهاد العين الشائع والمعروفه باسم «متلازمة الحاسب الآلي» المنتشرة على نطاق واسع. وتبدو أعراض إجهاد العين وفق ما نشر موقع «شايب تيكنولوجي» هي، ضبابية الرؤية والصداع وجفاف العين وانهمار الدمع وتعب العيون. وتعتبر هذه الأعراض مؤقتة بالنسبة لمعظم الأشخاص، وستنتهي مع التوقف عن استخدام الكمبيوتر لفترة من الوقت. وأشار الباحثون إلى أن الأعراض قد تظهر مع الجلوس أمام الكمبيوتر مدة ساعتين فقط، حيث تشكل شاشة الحاسوب خطراً أكبر على العيون من الصفحات المطبوعة، لأن رمش العيون يكون أقل نسبياً، إذ تقل عملية الرمش بمقدار الثلث عندما نقوم بالقراءة على الشاشات، مما يؤدي إلى جفاف العيون. وأوضحت «الرابطة الأميركية» أن الاختلاف بين الأحرف ليس قوياً على الكتاب كما هو على الشاشة، إذ تكون الكتابة أقل دقة، وتعمل هذه الأمور مجتمعة على إجهاد العين وجعلها تعمل بطاقة أكبر. وينصح الخبراء بضرورة التحديق في الأفق البعيد لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة عمل على جهاز الكمبيوتر، وبعد مضي ساعتي عمل، يجب أخذ فترة راحة مدتها 15 دقيقة بعيداً عن شاشة الكمبيوتر. ويمكن للأشخاص الذين لا يرتدون النظارات، استخدام تلك المزودة بعدسات مضادة لوهج الشاشات، وبذلك لن تبذل العيون جهداً كبيراً أثناء العمل على الكمبيوتر. ويُذكر أن العمل على جهاز الكمبيوتر يصبح أكثر صعوبة مع التقدم في السن، حيث تقل مرونة العينين، كما أن ارتداء النظارات يقلل من إجهاد العيون مقارنة بوضع العدسات اللاصقة المسببة للجفاف.